"كان أسطفانوس رجلاً ممتلئاً من الإيمان والروح القدس، إختاره جمهور الأخوة مع ستة آخرين لتوزيع الخيور وأقاموه أمام الرسل فصلُّوا ووضعوا عليه الأيدي" (أعمال ٦: ٥ و ٦).
وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب، فنهض قوم من المجمع يباحثون أسطفانوس فلم يستطيعوا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان ينطق به.
"حينئذ دسّوا رجالاً يقولون : إِنّا سمعناه ينطق بالتجديف على موسى وعلى الله، فهيَّجوا الشعب والشيوخ والكتبة، فقبضوا عليه وأتوا به إلى المحفل وأقاموا شهود زورٍ يقولون: انّ هذا الرجل لا ينفكّ ينطق بكلمات تجديف على المكان المقدّس وعلى الناموس". (أعمال ٦: ٨- ١٣).
فأوعز إليه رئيس الكهنة أن يُجيب عمّا يشكونه به، فإندفع يبيِّن لهم أنَّ يسوع الذي صلبوه هو المسيح المُنتظر.
ولمّا رآهم يهزّون الرؤوس ساخرين، صرخ فيهم قائلاً:
يا قُساة الرقاب إنكم في كل حين تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك انتم.
"أيُّ نبيّ من الانبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا وانبأوا بمجيء الصدِّيق الذي إسلمتموه الآن وقتلتموه، أنتم الذين تسلمتم الناموس بترتيب الملائكة ولم تحفظوه".
فلمّا سمعوا ذلك إستشاطوا في قلوبهم وصرفوا عليه بأسنانهم.
وهو، إذ كان ممتلئاً من الروح القدس، تفرَّس في السماء فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله، فقال : "هاءنذا أرى السماوات مفتوحة وإبن البشر قائماً عن يمين الله".
فصرخوا بصوت عظيم وسدُّوا آذانهم وهجموا عليه بعزم واحد.
ثم طرحوه خارج المدينة ورجموه ووضع الشهودُ ثيابهم لدى قدمي شابٍ إسمه شاول وكان موافقاً على قتله. ورجموا أسطفانوس وهو يدعو ويقول :
"أيها الرب يسوع إقبل روحي".
ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم :
" يا رب، لا تُقم عليهم هذه الخطيئة".
ولمّا قال هذا رقد بالرب فحمل أسطفانوس رجالٌ أتقياء وعملوا له مناحة عظيمة" (أعمال ٧: ٥١ -٥٩ و ٢:٨).
فإستجاب الرب صلاته وجعل من شاول المضطهد إِناءً مختاراً ورسولاً عظيماً قلب وجه الأرض مبشّراً بالمسيح.
وكان إستشهاد أسطفانوس في السنة الرابعة والثلاثين للمسيح.
لذلك تكرّمه الكنيسة المارونيّة بنوع خاص في صلواتها الفرضيّة ويحمل الكثيرون من أبنائها إسمه الكريم.