قال كاتب سيرته العلاَّمة المؤرخ تاودوريطس أسقف قورش: أنه منذ حداثته تربَّى على التقوى ومحبة الفقراء.
وإنكبَّ على درس العلوم وقد نبغ فيها.
ثم إتخذ طريقة الزُّهاد والمتوحّدين متفرّغاً للصوم والصلاة.
فإشتهرت قداسته وذاعت فضائله وآياته الباهرة.
ولمّا توفي أسقف نصيبين، إختاره الإكليروس والشعب أسقفاً عليهم في سنة ٣١٩.
وإستمرَّ في أسقفيّته على ما كان عليه وهو راهب متقشّف.
مائدته رهبانيّة بسيطة وثيابه فقريَّة، جعلَ همَّه في تعزية الحزانى وزيارة المرضى والعناية بالفقراء والأرامل والأيتام.
وقد شيَّد في نصيبين كنيسة فخمة، لم يزل ضريحه فيها حتى اليوم.
لقد أجمع المؤرّخون الشرقيّون على أنه حضر المجمع النيقاوي سنة ٣٢٥ مع تلميذه القدّيس إفرام وبعض أساقفة الشرق وكان من ألمع آباء هذا المجمع في الدفاع عن المعتقد الكاثوليكي.
وفي سنة ٣٣٨ حاصر سابور ملك الفرس مدينة نصيبين بجيوش جرّارة، وحوّل إليها نهراً قريباً منها، فتح في أسوارها ثغرة؛ فأمَّل أن يدخلها صباحاً ويعمل فيها السيف والنار.
فأخذ القدّيس يعقوب يبكي ويتضرّع إلى الله ليحفظ شعبه.
وفي الغد رأى سابور أنّ الأسوار قائمة سالمة على ما كانت عليه بالأمس، وقاتلهُ الرب هو وجيوشه بجيوش الذُباب كما ضرب من قَبل فرعون والمصريين، حتى يئس وعاد من حيث أتى.
وفي تلك السنة عينها ٣٣٨، رقد القدّيس يعقوب بالرب بعد جهاد مجيد خلَّدَ ذكره مدى الأجيال.