وُلد كيرللس في الإسكندريّة نحو سنة ٣٧٦، ونشأ مشمولاً بعناية خاله البطريرك تاوفلوس، ونال ثقافة عالية وتعمَّق في درس الأسفار المقدّسة وتآليف الآباء.
ووضع كتاباً في حقيقة الديانة المسيحيّة ضد إِلحاد يوليانوس الجاحد.
ولمّا رسمه خاله كاهناً تولَّى وعظ الشعب وإرشاده في طريق الخلاص.
وبعد وفاة خاله البطريرك، أنتُخِبَ بطريركاً على الإسكندريّة خلفاً له سنة ٤١٣.
فهبَّ للدفاع عن العقيدة الكاثوليكيّة الصحيحة ضد بدعة نسطور ووجَّه رسالة رعائية إلى الأساقفة والرهبان في مصر يشرح فيها تعليم الكنيسة الصحيح.
وكتب إلى نسطور كتاباً في إيمان الكنيسة ومعتقدها القويم، وهو الكتاب الشهير الذي أصبح، فيما بعد، المستند الذي إعتمده البابا مع سائر المجامع.
وفي السنة ٤٣١ عُقد المجمع المسكوني في أفسس بأمر الملك تاودوسيوس والبابا سيلستينوس وإجتمع فيه مئتا أسقف.
وترأسه كيرللس من قِبَل البابا وأبى نسطور أن يحضر.
فأقرَّ المجمع كتابات كيرللس وأثبت ألوهيّة السيّد المسيح وأنّ مريم العذراء هي "والدة الإله ، تيوتوكس".
وبعد أن نفاه الملك أعاده إلى كرسيه مكرّماً وقبض على نسطور ونفاه.
وعاش كيرللس أيّامه الأخيرة بين شعبه يثبّتهم في الإيمان ويُلقي المحبة والسلام بيهنم ويعطف على الفقراء ويثابر على تأليف الكتب النفسية إلى أن رقد بالرب في الثامن من حزيران سنة ٤٤٤. ومن تآليفه كتابه في الديانة المسيحيّة ضد نسطور، ورسائل شهيرة عددها سبع وثمانون.
ثم كتابه في الثالوث الأقدس وقد طبعت كلّها مراراً وأدمجت في مجموعة الآباء.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم أيضاً :
تذكار قيام كرسي بطرس في روما
ما إنفكّت الكنيسة، منذ صدر النصرانيّة، تحتفل بعيد قيام كرسي بطرس زعيم الرسل، في أنطاكية وفي روما، لأنّ المخلّص أقام بطرس رئيساً للكنيسة كلها (متى ١٦: ١٨ -١٩).
وقد باشر بطرس هذه الرئاسة في أورشليم أولاً، كما تنصُّ عليه وتوضحه الأسفار المقدّسة وشهادة الآباء.
ولما تفرَّق الرسل للبشارة، أقام بطرس كرسيه في أنطاكية سنة ٣٥.
وبقي فيها سبع سنين.
ثم ترك أنطاكية بإلهام الله، بعد أن أقام فيها القدّيس أوديوس بطريركاً خلفاً له.
وذهب إلى روما، عاصمة المملكة الرومانية، آنذاك، ونصب كرسيه فيها سنة ٤٢.
وقام يسوس الكنيسة جمعاء خمسة وعشرين عاماً، إلى أن أستُشهد في روما، سنة ٦٧.
وخلفه البابا لينوس القديس (٦٧ – ٧٩).
وما زال خلفاؤه الأحبار الأعظمون يتسلسلون بالرئاسة على هذا الكرسي الروماني إلى الآن.