وكثيراً ما إفتتح رسائله بالسلام منه ومن تلميذه تيموتاوس إبنه الأمين.
وكان يثق به ثقته بنفسه ويعهد إليه بالأمور الهامَّة.
لقد جاهد تيموتاوس مع معلّمه القدّيس بولس في التبشير وتحمَّل مثله المشاق والأتعاب والإضطهادات حتّى الحبس.
وكتب إليه القدّيس بولس من روما وهو سجين في السلاسل، رسالته الثانية.
وقد ملأها بعواطف محبته وشوقه إلى أن يراه قبل مغادرته هذه الحياة.
ولما رقَّاه أسقفاً على أفسس ، قام يسوس كنيسته بغيرة لا تعرف الملل، ويرعى جميع كنائس آسيا الصغرى.
وكان الوثنيون في أفسس يعبدون الآلهة ديانا ويرتكبون الفواحش والمنكرات، فهرع الرسول لمقاومتهم وتقبيح أعمالهم، فحنقوا عليه وأخذوا يرجمونه بالحجارة ويضربونه بالعصي حتى أسلم الروح ولحِق بأبيه ومعلّمه إلى السماء سنة ٩٧ للميلاد.
فجاء تلاميذه وحملوا جثمانه الطاهر ودفنوه بإكرام في محل بُنيت فوقه كنيسة على إسمه في أفسس.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم أيضاً :
تذكار الشهيد أنسطاسيوس
كان أنسطاسيوس من بلاد فارس جندياً في جيش الملك كسرى، آمن بالمسيح بقوّة عود الصليب الذي أخذه كسرى من أورشليم.
فترك أنسطاسيوس الجنديّة وهجر وطنه إلى سوريا، حيث تعرَّف بالكاهن إيليا الذي شرح له أسرار الديانة المسيحيّة ومنحه سرّ العماد المقدّس.
دخل أحد أديار أورشليم، حيث أقام سبع سنين، منكبّاً على إتقان اللغة اليونانية، سائراً في طريق الكمال.
ومن قراءته سَير القديسين والشهداء، رغب في التشبّه بهم.
فمضى إلى قيصريّة فلسطين.
وكان هناك سَحَرَة، فأخذ يبيِّن لهم فساد مهنتهم الشيطانيّة لكي يتركوها، كما تركها هو عند إرتداده.
فوشوا به إلى والي المدينة.
ولمّا رآه راسخاً في إيمانه أمر به فضُرب وعُذِّب كثيراً، وهو صابر يقول :"أنا مسيحي".
عندئذ أوثقه الوالي وأرسله إلى الملك مخفوراً.
أمر الملك أحد القضاة بأن يُحقق معه ويردَّه إلى الوثنيّة.
أمّا هو فإستمرّ ثابتاً في إيمانه لا يعبأ بوعد أو وعيد.
فأمر الملك بقتله.
فإقتادوه مع إثنين وسبعين مسيحياً إلى ضفّة نهرٍ حيث شنقوهم الواحد تلو الآخر.
فتمّت شهادة أنسطاسيوس وهو يترنّم بإسم الربّ يسوع سنة ٦٢٨.
وجاء في السنكسار الروماني أنّ هامته نُقلت إلى روما مع صورته وكانت تُكرَّم وتصنع العجائب كطرد الشياطين وشفاء المرضى.
فإتخذ المجمع النيقاوي المسكوني المنعقد سنة ٧٨٧ ضد محاربي الأيقونات دليلاً ساطعاً على وجوب تكريم الأيقونات وذخائر القدّيسين.