"أريد ان تعطيني في هذه الساعة على طبقٍ رأسَ يوحنا المعمدان".
فإغتمَّ الملك، ولكنه من أجل القسم الذي أقسمه بمسمع من المدعوين، لم يشأ أن يردّ طلبها.
فأرسل الملك من ساعته حاجباً وأمره بأن يأتي برأسه.
فمضى وضرب عنقه في السجن، وأتى بالرأس على طبق فدفعه إلى القتاة فحملته إلى أمها.
وبلغ الخبرُ تلاميذه فجاؤوا وحملوا جثته ودفنوها.
(مرقس ٦: ١٧- ٢٩).
كذلك يخبرنا مرقس الإنجيليّ أنّ يوحنا كان قد إنفرد في البريّة يمارس التقشّفات والأصوام ويدعو الناس إلى التوبة، ويغار جداً على حفظ الشريعة، لا يأخذ بالوجوه ولا يراعي أحداً في إظهار الحق وفي ما هو للّه.
ولمّا عرف بأنّ هيرودوس قد علق بهيروديا إمرأة أخيه فيلبّس وإتخذها زوجة له وأخوه حي، وصنع شروراً كثيرة وامسى حجرَ عثرةٍ وشكٍ للشعب، هبّ من خلوته وأتى يوبّخ هيرودوس على عمله هذا المغاير لشرائع الله.
هكذ ا إنتقمت إمرأة فاجرة من ذلك الذي قال عنه المسيح الرب أنّه أعظم من نبي وأنه لم يقم في مواليد النساء أعظم منه.