وُلد إفرام في مدينة نصيبين ما بين النهرين من والدين مسيحيين.
أولع، منذ حداثته بمطالعة الكتاب المقدّس ومنه إقتبس روحاً شعريّة وثابة ظهرت في كل ما كتبه من نثر وشعر.
تتلمذ للقدّيس يعقوب أسقف نصيبين ولما أراد أن يرسمه كاهناً، إعتذر لتواضعه، وإكتفى بأن يبقى شمّاساً إنجيلياً.
ثم أقيم أستاذاً لمدرسة نصيبين الشهيرة، فإنكبَّ على التدريس والتأليف حتى بلغت تلك المدرسة أوج الإزدهار وكان تلاميذها من مشاهير العلماء السريان.
وبقي في وطنه نصيبين إلى أن نقل مدرسته منها سنة ٣٦٩ إلى الرَّها حيث واصل جهاده في التدريس والتأليف.
ولما أرادوا أن يقيموه أسقفاً إرتاع لهذا الخبر، وأخذ يتظاهر بالجنون، فتركوه وشأنه، وهو لم يزل يذكر ما حدث له في شبابه، يوم طارد بقرة لرجل فقير، فوقعت في حفرة وماتت لذلك كان يبكي خطيئته هذه، نادماً، حتى إذا مرَّ فكرُ عُجْبٍ بخاطره، خاطب نفسه قائلاً :
"البقرة، يا إفرام ، البقرة!..."
وكان بمزاجه السوداوي سريع السخط والغضب.
لكنه أصبح كالحمل بممارسة الوداعة والتواضع اللَذين تفوقَّ بهما.
وقد إمتاز بمحبّته للقريب ولا سيما بشفقته على الفقير والمحتاج.
ثمّ أنّ هذا القدّيس الملقّب بكنّارة الروح القدس، قد تفرَّد، بين علماء الكنيسة، بسموّ عواطفه ورقة شاعريته، يتغنّى بالأسرار الإلهيّة وبالدفاع عن الإيمان الحقيقي، وبوصف مريم العذراء المجيدة.
وما زالت كنيستنا السريانيّة تترنّم بأناشيده البديعة وتدخّلها في فروضها الدينيّة.
أمّا وصيّته لتلاميذه، عند دنو أجَله، فكانت تحريضاً على التواضع والمحبّة، وأن لا يقولوا فيه مديحاً بعد موته ولا يقدِّموا لجسده كرامة بل يدفنوه في مقبرة الغرباء، مكنفاً بثوبه الرهبانيّ البالي.
وأن يجمعوا الدراهم التي تبذل في حفلة دفنه ويوزعوها على الفقراء.
وبعد أن ودَّعهم، رقد بالرب سنة ٣٧٣.
وما عدا قصائده الرائعة الواقعة في ستة مجلّدات ضخمة، له شروحٌ للكتاب المقدّس بعهدَيه القديم والجديد، لها قيمتها عند العلماء.
وفي سنة ١٩٢٥، أعلنه البابا بنديكتوس الخامس عشر ملفاناً للكنيسة الجامعة.