وُلد هذا القدّيس سنة ٣٧٠ في مدينة الإسكندريّة ، من أسرة شريفة غنيّة، يمتُّ بالنسب إلى البطريركين تاوافيلوس وإبن أخته كيرللس.
وتتلمذ للقدّيس يوحنا فم الذهب.
وإشتهر بسعة معارفه وسموّ فضائله حتّى عُدَّ من أعاظم رجال الكنيسة في عصره.
وقد عرف أن يقرن ذكاءه وعلمه بفضيلتَي الإيمان والتواضع العميق.
بيد أنّه زَهد في الدنيا فترك أهله وثروته الطائلة وإعتنق الدعوة الرهبانيّة في دير على جبل قريب من مدينة بيطوسا المعروفة اليوم بفرموس، لذلك لُقب بالفرمي.
وكان في ذلك الدير الراهب المثالي بممارسة أسمى الفضائل.
وما إرتقى درجة الكهنوت المقدّسة حتّى إنبرى يدافع بكل غيرة رسوليّة عن المعتقد الكاثوليكي.
أفحم علماء اليهود بشرحه كتب الأنبياء وأتى بالبراهين على حقيقة الثالوث الأقدس وسرّ التجسّد ضد آريوس ونسطور... وما كان يهاب أحداً في الدفاع عن الحقيقة.
ولمّا علم أنّ البطريرك كيرللس الإسكندريّ ناقم على القدّيس يوحنا فم الذهب، كتب إليه ، بوصفه مرشداً لهذا البطريرك، يستحثُّه على المصافاة والمحبّة.
فكان لكتابه وقعه الحسن عند البطريرك كيرللس فعمل بمَا أشار عليه مرشده القديم الحكيم.
وللقديس إيذيدورس تآليف جليلة ورسائل نفيسة عديدة جميعها تدلّ على سعة علمه وعلى جرأته الرسوليّة في سبيل مجد الله وخلاص النفوس.
وعاش حياة طويلة مليئة بالمبرّات ورقد بسلام في السنة ٤٤٩.