ثم عاد وإنصرف إلى الإهتمام في شؤون الأبرشيّة وأنعش روح المحبّة بين الجميع، حامياً رعيته من ذئاب البدعة الآريوسية وتعاليمها الفاسدة.
لذلك ثار عليه الأساقفة الآريوسيون فحاكموا حوله جميع حبائل الكذب والإفتراء وقرّروا حطّه عن كرسيه.
فإعترضهم الأساقفة الكاثوليك فلم يعبأوا بهم.
بل سبقوا وأخبروا الملك قسطنطين بمَا كان وزادوا على سكاياتهم بأنّ أوسطاطيوس يميل إلى هرطقة سابيلوس.
فأمر الملك بإبعاده.
وما درى الشعب الموالي للقدّيس بذلك الحكم الجائر، حتّى هاج وكادت تحدث ثورة في المدينة، لو لم يتداركها البطريرك بتهدئة الخواطر والإستسلام لمشيئة الله.
وسار إلى منفاه في مدينة فيلبي حيث إنعكف على التأمّل والصلاة وتأليف الكتب وتدبيج القيّمة ضد البدعة الآريوسية.
قضى هذا البطريرك القدّيس في منفاه صابراً وغافراً لأعدائه، سنة ٣٣٧.
غير أنّ الله تعالى لا يبطئ حتى ينتقم لأصفيائه فإنّ أفسافيوس أسقف مكدونيه وزميله أسقف قيصريّة اللذين سعيا بنفيه قد ذاقا هما أيضاً مرارة المنفى وعوقبا بإثمهما.