وُلد بروفوريوس في تسالونيكي من أبوين غنيّين بالفضيلة والمال.
ولمّا شبّ إتخذ السيرة الرهبانيّة في براري الأسقيط حيث قضى خمس سنوات، متسامياً بالفضائل.
ثمّ زار الأماكن المقدّسة حيث تنسّك في مغارة موحشة، حتّى نحل جسمه جداً وأشرف على الموت، فرجع إلى أروشليم، حيث شفاه الربّ يسوع بأعجوبة.
أرتسم كاهناً وتقلّد حراسة خشبة الصليب المقدّس.
وفي السنة ٣٦٩ رقّاه يوحنا رئيس أساقفة قيصريّة إلى أسقفيّة مدينة غزّة.
وكان أكثر أهلها وثنيّين فثاروا عليه وأرادوا إهلاكه. فتوارى.
وفي تلك الأثناء إنحبس المطر وعمّ القحط بلاد فلسطين.
فأخذ الوثنيّون يقدّمون الذبائح للآلهة ويتضرّعون إليها فلم يكن من مجيب.
ولمّا قام القدّيس يرفع الصلوات الحارّة، هطل المطر مدراراً فآمن كثيرون من الوثنيين.
ثمّ ذهب بروفوريوس إلى القسطنطينيّة وطلب إلى الملك أركاديوس والملكة أفدوكيا فأرسلا جنداً إلى غزّة فدكّوا معابد الأوثان وحطَّموا أصنامها.
وكانت الملكة قد جادت على القدّيس بمَال وافر فبنى كنيسة كبرى في غزّة دعاها "الأفدوكيا" وكانت أجمل الكنائس.
وبعد تلك الأعمال المجيدة، إنتقل إلى المجد السماوي في السنة ٤٢٠.
صلاته تكون معنا. آمـــــــــــين.
وفيه أيضاً :
تذكار القدّيس إسكندر بطريرك الإسكندريّة
وُلد القدّيس إسكندر في الإسكندريّة وتثقّف بالعلوم والفضائل، فرقّاه تيونا أسقفه إلى الدرجة الكهنوتيّة.
وقد قاسى في سبيل رسالته إضطهاداً وعذاباً في أيّام الملكَين ديوكلتيانوس ومكسيميانوس.
وفي سنة ٣١٢ أنتخب خلفاً للبطريرك أكيلاس.
وكان آريوس الكاهن يبثّ بدعته الخبيثة في الشعب.
والبطريرك إسكندر يبذل له النصح دون جدوى عندئذ عقد البطريرك مجمعاً في الإسكندريّة وحرمه برسالة عامة.
واخرجه مع بعض مشايعيه من الإسكندريّة.
فمضى إلى فلسطين وخدع بعض الأساقفة ببدعته وإستمالهم إليه.
فكتب القدّيس إسكندر إلى البابا سيلفسترس الأول فإتفق البابا مع الملك قسطنطين الكبير على عقد المجمع النيقاوي الأول سنة ٣٢٥.
وفيه حرموا آريوس وبدعته وأتباعه.
وكان البطريرك إسكندر القدّيس في ذلك المجمع من أشدّ المدافعين عن العقيدة الكاثوليكيّة، بأنّ الإبن مساوٍ للآب بالجوهر، مفنّداً بالحجج الراهنة ضلال آريوس الذي نفي بأمر الملك.
ولما عاد إلى كرسيه لم يلبث سوى بضعة أشهر، فنقله الله إلى الأخدار العلوية سنة ٣٢٦.