كتب سيرة هذا القدّيس المؤرخ تاودوريطس أسقف قورش بكتابه "في النساك" ( فصل ٢٨) حيث قال : "إنّ أصله من جزيرة قبرص وقد زهد في العالم لكي يعيش للّه وحده فأتى إلى مدينة جبلة القريبة من طرابلس لبنان وصعد إلى قمّة جبل ونصب له كوخاً حقيراً على أنقاض معبد للأصنام.
وأقام فيه مثابراً على الصلوات والتأمّلات وممارسة التقشّفات ثمّ إبتنى ناووساً ضيقاً، بحيث لا يمكنه الجلوس فيه إلاّ مطأطئ الرأس حتى ركبتيه، قاعداً القرفصاء.
وإستمر على ذلك عشر سنوات".
وأضاف تاودوريطس قائلاً :
"إني عندما أتيت إليه سألته ما هذا النوع من العيشة؟ فأجابني:
إنّي مثقَّل بخطايا كثيرة فإخترعت هذه الطريقة لأعاقب جسدي بعذاب متوسّط، فأنجو من هول العذابات القاسية في الآخرة.
فانّ ما أعانيه الآن، إنما هو يسير بالنظر إلى العذاب الأبديّ".
وبمثل هذه التقشّفات أنهى حياته ورقد بالرب سنة ٤٦٦.