وُلد القدّيس ماما في قيصريّة الكابدوك في أواسط القرن الثالث.
وكان أبواه مسيحيّين فقيرين بمال الدنيا غنيّين بالله، قُبِضَ عليهما وسُجنا.
فولدته أمه في السجن وما لبثت أن ماتت.
فأخذته إمرأة مسيحيّة ربّته على قواعد الديانة والتقوى والأخلاق الحميدة.
لم يتعلّم القراءة والكتابة بل منذ صغر سنه عُهِد إليه برعاية الغنم، فكان وديعاً متواضعاً يقوم بعمله تمجيداً لله، وكانت وظيفته تحمله على التأمل بعظمة الكائنات خاصة في الليل يراقب النجوم ويعلّم أوقاتها ويناجي مبدعها، وكان راضياً بحاله قانعاً بمعيشته.
فلمّا قام الملك أورليانوس يضطهد المسيحيين قبض على ماما ليكفر بالمسيح، فإعترف بإيمانه.
فأماتوه شرّ ميتة وله من العمر خمس عشرة سنة.
فنال إكليل الشهادة سنة ٢٧٥، وحفظ جثمانه في مدينة قيصريّة الكابدوك وأصبح شفيعها المكرّم.
إنّ الفضيلة هي عنوان الشرف والعظمة الحقيقيّة والغنى الذي لا يفنى، فلنتمسك بالغنى الصحيح أي الفضائل المسيحية.