هي تلك المرأة السامريّة التي ذكرها القدّيس يوحنا الإنجيليّ (٤ : ٥ -٤٢). "فقال لها يسوع: أعطيني لأشرب"...
وبعد أن يروي الإنجيليّ الحديث الذي جرى بين السيّد المسيح وتلك المرأة يقول : "فتركت المرأة جرتها، وإنطلقت إلى المدينة، وقالت للناس: هلمُّوا، أنظروا رجلاً قال لي كل ما صنعته، أليس هو المسيح؟... فخرجوا من المدينة وأقبلوا نحوه... فآمن به في تلك المدينة سامريون كثيرون".
ولمّا سار إليه السامريّون وسمعوا كلامه، آمنوا به وقالوا للمرأة:" لسنا من أجل كلامك نؤمن الآن، بل لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو في الحقيقة مخلّص العالم" (يوحنا ٤: ٤٢).
فتكون المرأة السامريّة فوتينا هي التي بشّرت السامريين بالمسيح، كما يرويه لنا يوحنّا الإنجيليّ.
ويروي التقليد أنّ هذه البارّة بعد أن تفرّق الرسل في الآفاق، ذهبت هي أيضاً إلى مدينة قرطجنة فبشّرت فيها بالإنجيل.
وقد طرحت فوتينا في السجن، أيام نيرون.
وإستمرت فيه أشهراً تصلّي وتشكر الله إلى أن فاضت روحها، وذهبت ترتع بالمجد السماوي، سنة ٧٠ للميلاد.
صلاتها معنا. آمـــــــــــين.
فيه أيضاً :
تذكار البار سلوانس
هذا كان قساً من رهبان طورسينا، قائماً بخدمة الرهبان المتوحّدين في البرية.
وكان أباً مشهوراً بالفضيلة والحكمة.
فجاءه يوماً أخ يقول له: صلّ عليّ يا أبي.
فأشكو أحد أخصامي إلى القاضي ليقتص لي منه، لأنه أساء إليّ كثيراً.
فطفق القدّيس يناشده بالمحبة المسيحيّة أن يعدل عن عزمه، فلم يذعن له الأخ.
عندئذ رفع القدّيس يديه وبدأ يتلو الصلاة الربّية.
ولمّا بلغ إلى القول :
"أغفر لنا، كما غفرنا لمن خطئ إلينا"
قال: لا تغفر لنا، كما أننا لا نغفر لمن خطئ إلينا.
فتأثّر الأخ من كلام القدّيس وندم ورجع عن قصده، غافراً لخصمه وتاركاً الدعوى التي أقامها عليه.