وُلد برلام قرب أنطاكية من أبوين مسيحيّين فقيرين، ربيّاه على حب الفضائل والآداب السليمة.
ولمّا ثار الإضطهاد العاشر على المسيحيين، قبض على برلام.
فجاهر بأنه مسيحي.
فجيء به إلى مدينة أنطاكية حيث ذاق مرّ العذاب وهو ثابت في إيمانه.
ولمّا كلّوا من تعذيبه، أجبروه على تقديم البخّور للصنم.
فوضعوا ناراً متّقدة على مذبح الصنم.
ووضعوا البخّور في يده، ومدّوها فوق النار لتحترق.
على أنّه لم يشعر بالحريق والألم.
ثبتت يده غير متحركة حتى أحرقت النار جلدها وعروقها.
فسقط مغشياً عليه ظافراً بإكليل الشهادة سنة ٢١٣.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفيه أيضاً :
تذكار المجمع المسكوني السابع
عُقد هذا المجمع في مدينة نيقية سنة ٧٨٧، ضد بدعة محاربي الأيقونات.
وكان من مناصريها الملكان لاون الأيصوري، وقسطنطين الخامس.
وقد أقلقت هذه البدعة الكنيسة الكاثوليكيّة الشرقيّة نحو قرن كامل.
وإستشهد بسببها كثيرون من الرهبان والمؤمنين.
وكان تمسّك الموارنة بإيمانهم وتكريمهم للأيقونات سبباً أولياً لإنفصالهم عن الكنيسة الشرقيّة.
ولغضب الملك قسطنطين عليهم وإضطهاده لهم.
أمر البابا أدريانوس الأول ، بناء على طلب إيريتي أم الملك قسطنطين السادس بعقد المجمع وأرسل من قبله قصاداً ترأسوه.
وكان فيه ثلاثمئة من الأساقفة أكثرهم من الشرقيّين، فأبرزوا حكمهم هذا :
"إننا بعد أن بذلنا العناية والجهد في مطالعة آيات الكتاب المقدّس وأقوال الآباء القدّيسين ، حكمنا ونحكم أنّ الأيقونات سواء أكانت مصوّرة بالألوان أو بمادة غيرها، يجب عرضها لتكريم المؤمنين لها. لا بالنظر إلى مادتها، بل إلى من تمثلهم من القدّيسين.
فإنّ النظر إليها يذكّرنا بفضلهم ويوقظ في المؤمنين عواطف المحبّة والإجلال لهم.
وهذا التكريم هو غير التعبّد الحقيقي الذي لا يجوز تقديمه إلاّ للّه وحده.
ذلك هو تعليم الآباء القدّيسين والكنيسة الكاثوليكيّة.
ومن جسر أن يعلّم الخلاف، حُطّ عن مقامه، إن كان أسقفاً أو إكليريكياً، حُرم إن كان راهباً أو علمانياً".
ورفع ترازيوس بطريرك القسطنطينيّة أعمال هذا المجمع إلى البابا أدريانوس بواسطة قصاده، فأثبتها البابا، وأرسل منها نسخاً إلى الملوك.