فأقيم خلفاً للبابا يوحنا الثاني في ٣ حزيران سنة ٥٣٥.
ودامت حبريّته نحو سنة.
وقع خلالها حادثان هامان في تاريخ الكرسي الرسولي: الأول تدخل البابا في شؤون الملوك.
الثاني بسط سلطانه على أعلى رئاسة كنائسية بعده.
فالأمر الأول هو ذهاب البابا إلى القسطنطينيّة.
وإقناع الملك يوستينيانوس بالعدول عن الحرب ضد تاوداتوس ملك الغُطط والقاء الصلح بينهما ونشر السلام بين الشرق والغرب.
أمّا الحادث الثاني فهو رفض البابا توسّط الملك يوستينيانوس والملكة تاوادورا بشأن بطريرك القسطنطينيّة أنتيموس الأوطاخي.
فقد عقد البابا مجمعاً وحطّ البطريرك أنتيموس عن كرسيه ورقّى هو بيده القدّيس مينا إلى مقام البطريركيّة القسطنطينيّة.
وكان هذا أوّل بطريرك يرقّيه البابا نفسه على كرسي عاصمة المشرق.
وكتب هذا البابا إلى البطريرك الأورشليمي يفهمه أنّ الأسقف الذي يقيمه البابا يجب أن يعتبر بمنزلة الذين يقيمهم القدّيس بطرس الرسول.
وممّا يجب معرفته أنّ رهبان القدّيس مارون قدّموا آنذاك عريضة إلى القدّيس مينا البطريك وإلى ذلك المجمع، يعلنون شدّة تمسّكهم بالمعتقد الكاثوليكي ضد أتباع أوطيخا وساويروس وحمل عريضتهم هذه قاصدهم الراهب بولس الذي حضر المجمع، ووقّع على أعماله.