فأخذ الشيطان يحاربه ويخادعه بشتّى الحِيَل ليخرجه من قليَّته، فكان ينتصر عليه بالصلاة والإلتجاء إلى الله.
فجاءه مرّة بزي صبي يسوق حماراً حاملاً خبزاً.
فسقط الحمار تحت الحمل.
وقد أدركه المساء في وادٍ قريب من منسك القدّيس ، فأخذ يستغيث صارخاً : يا أبانا نتنائيل، هلمّ لمساعدتي لئلّا تفترسني الوحوش أنا وهذا الحمار.
فأطلّ القدّيس من نافذته وبإلهام إلهيْ أجابه: إن كنتَ حقاً في ضيق، أيّها الغلام، فأنا أسأل الله أن يرسل إليك من يساعدك وينجّيك من الوحوش.
وإن كنت شيطاناً فليخزك الله.
وللحال آختفى الصبي وحماره.
وأغلق القدّيس باب قليته وقام مصلياً، شاكراً الله على نجاته من تجارب إبليس... وإستمرّ محافظاً على نذوره، مثابراً على مناجاة الله وعلى ممارسة سائر الفضائل إلى أن رقد بالربّ في القرن الرابع للمسيح.