كان هذا الشهيد من مدينة رافنّا في إيطاليا ، شديد التمسّك بإيمان المسيح، وغيّور عليه.
وكان مقترناً بإمرأة مسيحيّة تقيّة إسمها فالريا.
وهو أبو الشهيدين جرفاسيوس وبروتاسيوس.
رأى يوماً، طبيباً إسمه أورسينوس، قد حكم عليه بالموت وساقوه إلى محل العذاب وهو يرتعد خوفاً، فخشي عليه فيتالي من أن يجحد إيمانه ، لذلك دفعته الغيرة إلى أن صاح به قائلاً :
"ما هذا الفشل والجزع، أتخسر سعادة أبديّة لكي تنجو من عذاب ساعة واحدة؟"
فتشجّع أورسينوس وأقدم على الموت، غير هياب ونال إكليل الشهادة.
فحمل القدّيس فيتالي جسده ودفنه بكل إكرام.
وما عرف الوالي بولينوس حتّى قبض عليه وأمره بأن يترك معتقده المسيحي فأجابه القدّيس ، ضاحكاً:
"الأَولى أنت أن تترك آلهة الرومانيين الكاذبة وتؤمن بالإله الحي وبإبنه يسوع المسيح الذي خلق العالم وإفتداه بدمه الكريم".
فغضب الوالي وأمر بتعذيبه فبسطوه على آلة العذاب، فمزّقت جسده وهو صابر يشكر الله.
ولمّا رأى بولينوس الوالي أنّه ثابت على إيمانه ، أمر فساقوه إلى المحل الذي إستشهد فيه أورسينوس وهناك حفروا حفرة وألقوه فيها حياً وردموها بالحجارة والتراب وبذلك نال إكليل الشهادة.
أمّا إمرأته فالريا، فلمّا كانت عائدة إلى مدينة ميلانو إلتقت بوثنيّين يذبحون لصنمهم سيلواتس، فكلّفوها أن تأكل من ذبيحتهم، فأبت وقالت:
"أنا مسيحيّة فلا يحلّ لي الأكل من ذبائح صنمكم".
حينئذ ثاروا عليها ورجموها بالحجارة فلحقت بزوجها الشهيد فيتالي إلى الأخدار السماويّة.