قد عيّن أباؤنا منذ القديم، في هذا اليوم، عيداً خاصاً لسيّدتنا مريم العذراء، طلباً لبركتها على سنابل الزروع وثمار الأشجار ، لتقيها الضربات وترفع عنها الآفات.
فعملاً بمَا رسموه، نلجأ نحن اليوم إلى أمنا الحنون الكليّة قداستها، متوسّلين أن تستعطف إبنها الحبيب سيّدنا يسوع المسيح ليبارك مزروعاتنا ويخصبها ويقيها كل أذى. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم :
تذكار القدّيس بخوميوس الكبير
وُلد بخوميوس في مصر السفلى سنة ٢٩٥ من أبوين وثنيّين غنيّين.
ولمّا صار إبن عشرين سنة، تجنّد في عسكر قسطنطين في حربه ضد مكسنس، وإذ كان الجنود في مدينة ثيبة عاصمة الصعيد، يقاسون أشدّ المضايق، جاء مسيحيّو المدينة يساعدونهم ويقدّمون لهم ما يحتاجون إليه، فأعجب صنيعهم بخوميوس، ولمّا عرف أنّهم مسيحيّون رغب في إعتناق هذه الديانة الشريفة.
فعاد إلى بلاده، وأقام في قرية فيها كنيسة للمسيحيّين فتمرّس بمبادئ الدين المسيحي وتعلّم أسراره وإعتمد.
ثمّ سار إلى البريّة وتتلمذ لناسك ألبسه الثوب الرهبانيّ، فأخذ يمارس مع معلّمه أنواع التقشّف والنسك.
ثمّ بنى بخوميوس صومعة سكنها وتتلمذ للقدّيس أنطونيوس الكبير الذي كان قد أنشأ ديره الأوّل سنة ٣٠٥.
وقد إشتهرت قداسة بخوميوس فقصده كثيرون متتلمذين له وأوّلهم أخوه يوحنّا.
وقد أصبح بخوميوس رئيساً على مئة راهب.
ونحو السنة ٣٤٠، أنشأ لرهبانه، بإلهام إلهيّ ، ديراً جامعاً، ووضع لهم قوانين وفرائض شدّد فيها، بنوع أخصّ على الطاعة والصمت والصوم والشغل اليدوي.
وكانوا يرتّلون المزامير سويّة.
وكانوا يعتنون بالغرباء ولا سيّما المرضى فيخدمونهم، وهو نفسه يقوم بخدمتهم.
ينتشرون في القرى لأجل تعليم المؤمنين وإرشادهم وتبشير الوثنيّين بالإنجيل.
وأصبح عدد رهبانه ثلاثة آلاف راهب وزّعهم على عشرة أديار.
وفي سنة ٣٣٣، جاء أثناسيوس بطريرك الإسكندريّة ، ليزور بخوميوس ورهبانه فسرّ جداً بمَا شاهده من الإزدهار في تلك الديورة وما تحلّى به الرهبان من الفضائل والكمالات الإنجيليّة.
وقد أنشأ بخوميوس أيضاً ديراً للراهبات وكل تدبيره إلى شقيقته.
وقد ألحّ عليه الأسقف بأن يرسمه كاهناً فإعتذر.
وكان يقوم بإدارة الأديار التي بناها ويهتمّ بشؤون رهبانها.
وكان إبليس يهاجمه، نظير القدّيس أنطونيوس ، بأنواع التجارب فينتصر عليه بقوّة الله و إشارة الصليب المقدّس.
وقد منحه الله موهبة صنع المعجزات.
وفي سنة ٣٤٨ أصيب نحو مئة راهب بوباء الطاعون، ولمّا كان هو نفسه يخدمهم أصيب بهذا الوباء فعرف بدنو أجله، فجمع رهبانه وودّعهم وحضّهم على الثبات في السير بموجب القوانين التي وضعها لهم.
ثم رفع عينيه إلى فوق ورسم إشارة الصليب ورقد بسلام سنة ٣٤٨.