وُلد هذا البار في أنطاكية في أوائل القرن الثالث ونشأ على حب الفضيلة وإتخذ سيرة النسك.
ولمّا أثار ديوكلتيانوس الإضطهاد على المسيحيّين سنة ٢٨٤ إلى ٣٠٥، ترك أريسموس كرسيه وتوغّل في لبنان، عاكفاً على العبادة للّه في إحدى مغاوره سبع سنين، حتّى ألهمه الله أن يعود إلى أنطاكية ، ليثبت المؤمنين في الإيمان.
ثمّ سافر إلى فرنسا وأخذ يبشّر بإيمان المسيح في مقاطعة ليون، ومقاطعة كمبانيا، حيث أقيم أسقفاً.
فبلغ خبره ديوكلتيانوس، فأمر بجلده أولاً ، ثم طرحه في قدر زيت وزفت ورصاص يغلي، فلم يمسّ بأذى.
فآمن لذلك كثير من الوثنيّين.ثمّ ألقاه الملك في السجن مغللاً.
وفي سنة ٣٠٤، عهد الملك مكسيميانس، ألقوا القبض على الأسقف وحرقوا جسده بصفائح حديد محميّ.
فطفق القدّيس يشدّد عزائم الذين هلعوا من شدّة العذاب وأخيراً حُكم عليه بالموت فنال إكليل الشهادة سنة ٣٠٤.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفيه أيضاً :
تذكار البارّة إيلاريا
هي إبنة الملك زينون (٤٧٤-٤٩١).
منذ حداثتها رغبت في العيشة النسكيّة ومحبّة الله وحده، ومضت إلى البريّة، ودخلت دير القدّيس مكاريوس في مصر وإتّخذت إسم يوحنّا الطواشي، وأحكمت أفعال النسك وإتّقنت الفضائل وتسامت بالكمال الرهبانيّ حتّى إشتهرت بالقداسة.
لذلك فرّت من الدير تواضعاً وهرباً من المجد العالميّ.
فمضت إلى بريّة الإسقيط وسكنت مغارة تجاهد في عبادة الله بالصلوات والتأمّلات وقراءة الكتب المقدّسة ، ثمان وثلاثين سنة، تقتات من أثمار الأشجار وتستتر بأوراقها.
ولمّا دنت وفاتها، ألهم الله الأنبا إيسيدوروس والأنبا أشعيا ، فجاءا ودفناها بكل إكرام ، سنة ٥٠٠.