HTML مخصص
وُلد هذا القدّيس في مدينة سميساط القائمة على نهر الفرات.
وشبّ على ممارسة الفضائل وتحصيل العلوم.
وفي السنة ٣١١ أقيم أسقفاً على سميساط مدينته.
ولمّا جلس ملاتيوس على الكرسي البطريركيّ، جاهر في خطابه بإيمانه الكاثوليكي.
إستشاط الأريوسيون غيظاً.
فشكوا أمرهم إلى الملك قنسطنس، فأرسل الملك إليه أحد أعوانه وطلب منه ليسلّمه الصك بحسب أمر الملك.
فأجابه الأسقف :
"لا يسعني أن أسلِّم لفرد حكماً إستودعني إياه مجمع قانوني".
فحنق الملك لهذا الجواب.
وأعاد رسوله مصحوباً بكتاب شديد اللهجة إلى الأسقف يتهدّده بقطع يمينه إن لم يسلّم الصك.
فلمّا قرأ الأسقف القدّيس الكتاب، مدّ يديه الإثنتين وقال للرسول :
"هاتان يداي فإقطعهما.
فأنا لا أسلّم وديعة إئتمنني آباء السيندوس البطريركي عليها".
وظل يسوس أبرشيّته بغيرة رسوليّة لا تعرف الملل، شأن الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف لكي يقيها شر ذئاب الآريوسية.
ولمّا نفى الملك والنس الآريوسي بعض رعاة سوريا وفينيقية وفلسطين، قام أوسابيوس يجاهد لأجل الإيمان ، ضد بعة الآريوسية.
فتنكّر بزي جندي وأخذ يطوف البلاد ويردّ المؤمنين الضالّين إلى الحظيرة ويرشدهم ويشجّعهم.
فأصدر الملك أمراً سنة ٣٧٣ بطرد البطريرك من كرسيه ونفيه إلى بلاد تراقية البعيدة.
ولمّا بلغه الأمر الجائر خضع له ، لكنه دعا رسول الملك سراً وقال له:
"حذار أن يعرف بك أهل المدينة.
وإلّا عرضت نفسك للخطر والشعب للثورة".
ثمّ صلّى صلاة الليل مع إكليروسه وإنسلّ خفيةً مع خادمٍ أمين.
ولمّا علم الشعب بنفي راعيهم، هاجوا وسخطوا ولحق به كثيرون منهم فأدركوه على الفرات وأخذوا يُلحّون عليه بالعودة فأقنعهم بالرجوع ومضى إلى المنفى.
ولمّا إنتقم الله من الملك والنس وجلس على العرش غرايانوس سنة ٣٧٥ وكان رجلاً فاضلاً وحكيماً، أرجع الأساقفة المنفيّين إلى كراسيهم.
فعاد القدّيس إلى كرسيه فإستقبله الشعب بأبهى مظاهر البهجة.
وإذ كان يوماً يجتاز المدينة، رشقته إمرأة آريوسية بقرميدة أصابت رأسه فتوفي سنة ٣٨٠.
وقال عنه المؤرّخ تاودورس :
"هكذا قضى أوسابيوس الكبير بعد حياة ملأتها القداسة والجهود الجبّارة والأعمال المجيدة.
لقد نجا من سيف البرابرة في تراقية، لكنه سقط ضحية شراسة الهراطقة، إلاّ أنّ فظاعة عملهم كلّلت هامته بإكليل الشهادة".
صلاته معنا. آميـــــــن.
#خدّام_الربّ