إنتظم في سلك الجنديّة مدّة ثمّ إعتمد في أيّام الملك فيلبوس المعروف بالعربي.
وترك الجنديّة ليتجنّد للمسيح وغادر بلاده مبشّراً بالإنجيل وأتى خاصةً إلى ليكيا بآسيا الصغرى وسندته نعمة الله في جهاده ووفّقته فربح نفوساً كثيرة.
ولمّا أثار الملك داكيوس الإضطهاد على المسيحيّين قبض والي كيليكيا على خريستوفانوس وأنزل به أقسى الأعذبة.
فوضعوا خوذة من حديد محميّ في رأسه وبسطوه على صفيحة من حديد على قدر جسمه، طولاً وعرضاً. وأضرموا تحتها النار وهم يصبّون زيتاً غالياً على أعضائه.
فكان يتحمّل هذا العذاب الأليم بجميل الصبر والشكر للّه.
وعند هذا المشهد صاح كثيرون من الوثنيّين : لا إله إلّا إله خرستوفانوس.
فآمن منهم كثيرون.
ثمّ ربطوا الشهيد على خشبة وأخذوا يرمونه بالسهام النهار كله فصانه الله من السهام والجراح، بل أصاب سهمٌ عين أحد الجنود فإقتلها من محجرها فشفق القدّيس عليه وقال له أن يأخذ من الدم ويضعه في محل العين ويُنزِلها فيه، ففعل وعاد إليه نورُ بصره ونورُ الإيمان معاً.
وأخيراً أمر الوالي بقطع رأسه فجثا مصلياً من أجل الخطأة.
ونال إكليل الشهادة نحو سنة ٢٥٠ للمسيح.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفيه أيضاً :
تذكار القدّيس لويس غونزاغا (١٥٦٨ -١٥٩١)
وُلد هذا القدّيس من عيلة أميريّة في إيطاليا.
ولمّا شبّ أراد والده أن يعده لمستقبل عالميّ زاهر.
ولكن الله أراد خلاف ذلك.
بعمر التاسعة، بدا لويس على جانبٍ كبير من التقوى والطهارة الملائكيّة.
وفي الحادية عشرة تناول القربانة الأولى.
وفي عمر السادسة عشرة، عزم على الدخول في جمعيّة الآباء اليسوعيّين.
فأبدى له والده خشونة نادرة.
ولكنّه ثبت على عزمه ودعوته ودخل الإبتداء في الرهبنة المذكورة.
ظهر من أوّل دخوله مثالاً للكمال والتقشّف والطهارة ومحبّة الله... أوحى له الله قُربَ أجله.
تعرّض لوباءٍ مميت في مدينة بوم عام ١٥٩١.
وكان عمره ٢٣ سنة.
أولى عجائبه شفاؤه لأمّه التي ظهر لها ممجَّداً ومبتسماً.