كان هذا القدّيس من أشراف روما، مشهوراً بغناه ومزاياه الحميدة ومقدرته في فن الحرب.
وقد شهد يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه كان قائداً للعساكر الرومانية، التي حاصرت أورشليم في عهد ترايانوس قيصر، وقد أدى خدمات جليلة للمملكة الرومانية في الحروب ضد أعدائها.
وكان عطوفاً جداً على المساكين والفقراء.
فخرج ذات يوم إلى الصيد، فإذا بغزال أمامه وقد ظهر بين قرنيه صليب المسيح.
فآمن بيلاجيدوس بالرب يسوع، مع إمرأته وولديه وإعتمدوا ودُعي بالمعمودية أسطاتيوس. وما لبث أن إبتلاه الله، كما إبتلى أيوب البار فإفتقر وإنزوى في إحدى القرى، عائشاً بالمذلّة والفقر، شاكراً الله.
فنظر الله صبر عبده أسطاتيوس المنقطع النظير وأعاد إليه مجده الغابر فأقامه الملك ترايانوس قائداً لجيشه ففاز بإنتصارات عديدة.
وخلف ترايانوس الملك أدريانوس.
وأراد أن يقيم عيداً حافلاً تُقدم فيه الضحايا للأوثان.
فأبى أسطاتيوس حضور هذا الاحتفال ، وقال للملك : "أنا مسيحي".
فأخذ الملك يلاطفه ويدعوه للتضحية للأوثان هو وعيلته، فرفض وبقي مع زوجته وولديه ثابتين في إيمانهم لا يهابون التهديد ولا الوعيد.
فأمر الملك بسجنهم.
وأتى أشراف المدينة يرجونهم أن يعترفوا بالآلهة فينجوا من الموت.
فلم يعبأوا بهم.
فغضب أدريانوس وأمر بطرحهم للوحوش، فكانت هذه الضواري آنس لهم وأكثر شفقة عليهم من الوحوش البشريّة.
عندئذٍ إستشاط أدريانوس غيظاً وأمر فأتوا بثور من نحاس وأضرموا حوله النار ووضعوهم في داخله.
فماتوا وهم يترنّمون بتمجيد الله، وكان إستشهادهم سنة ١١٨ للميلاد.
أمّا أجسادهم فبقيت سالمة فجاء المسيحيون وحملوهم ودفنوهم في روما حيث بنيت على أسمائهم كنيسة ما زالت موجودة إلى الآن.
وهذه معاني أسمائهم باليونانية أسطلتيوس أي الناجح الثابت، وزوجته تاويستي أي المتكلة على الله، وأغابيوس أي حبيب الله. وتاوبستوس أي المتكل على الله.