HTML مخصص
08 Oct
08Oct

بصوت الخوري جان بيار الخوري :

بلاجيا فتاة وثنيّة من مدينة أنطاكية رائعة الجمال، شغوفة بتمثيل الروايات والرقص.

كانت تختال في الشوارع لإقتناص قلوب الشبان والرجال.

فما وقع نظر نونس أسقف بعلبك، يوم كان في أنطاكية، على ذلك المشهد، حتى أخذ منه الغم كل مأخذ، فبكى وقال لأخوته الأساقفة : نأسف أن نرى هذه المرأة تبذل جهدها في إقتياد النفوس إلى الهلاك، ونحن متقاعدون عن القيام بالواجب.

يوم الأحد إعتلى الأسقف المنبر، في الكنيسة، مبيّناً مصير المشكّكين يوم الدين الرهيب، إذا لم يرجعوا إلى الله بتوبة صادقة.

وكانت بلاجيا بين السامعين، فأثّر هذا الكلام في نفسها ومسَّت النعمة قلبها.

فلساعتها أسرعت إلى مقابلة الأسقف نونس وسألته أن يقبلها بين التائبين الموعوظين.

ففرح ذلك الراعي الصالح برجوع النعجة الضالة إلى الحظيرة.

وبعد ان وثق بصدق توبتها، عمَّدها وثبَّتها وناولها القربان الأقدس.

هجرت العالم بعد أن وزعت أموالها على الكنائس والمساكين.

وذهبت إلى زيارة الأماكن المقدّسة وقامت على جبل الجلجلة منطرحة كالمجدلية على قدمي المصلوب تبلّلهما بدموع الندامة.

ولبست لبس الرجال وإتخذت إسم بلاجيوس، وإعتزلت في مغارة، عند جبل الزيتون، منعكفة على النسك والصمت والصلاة.

وإشتهرت قداستها، حتى أصبح بلاجيوس الناسك حديث الناس.

وفي تلك الأثناء جاء إلى أورشليم من هليوبوليس (بعلبك) يعقوب شماس الأسقف نونس.

وسمعهم يطنبون بقداسة بلاجيوس وعيشته النسكية الغريبة، فزاره فوجده ميتاً في كهفه، مجلَّلاً بنور سماوي.

وإذ جاء الحبساء والرهبان ووجدوا أنه امرأة، دُهشوا ومجدوا الله الذي قواها لتعيش تلك الحياة القشفة العجيبة.

عندئذ عرف الشماس يعقوب أنها بلاجيا التي تابت عن يد سيّده الأسقف نونس في أنطاكية.

وجاء يخبره بأمرها فأمر الأسقف بكتابة سيرتها لتكون أسطع برهان على قوّة النعمة الإلهيّة في النفوس وخير مثال للتائبات والتائبين مدى الأجيال.

وكانت وفاتها في السنة ٤٥٧.

واجرى الله على يدها آيات كثيرة.

صلاتها معنا. آميـــــــن...



 

خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.