هؤلاء الأخوة السبعة الفتية كانوا من أسرة مسيحية شريفة في مدينة أفسس ، فوُشي بهم إلى حاكم المدينة أنهم مسيحيون، فأخذ يتملَّقهم ويتهدّدهم ليجحدوا إيمانهم ويضحُّوا للأوثان، فأبوا وتمكنوا من الذهاب إلى مغارة قرب المدينة وإختبأوا فيها، فعرف الحاكم بمخبئهم وأرسل جنوداً سدُّوا عليهم باب المغارة، سداً محكماً كي يميتوهم جوعاً.
لكن أحد المسيحيين، بعناية إلهيّة، قد سبق فرمى في المغارة صفيحة من نحاس مكتوبة فيها أسماء أولئك الأخوة السبعة وهم : مكسيميانوس ومَلخُس ومرتينيانوس وديونيسيوس ويوحنا وسرابيون وقسطنطين، مع موجز إستشهادهم وتاريخه.
فرقدوا، أي توفوا داخل المغارة.
وفي السنة ٤٤١، أي بعد ما يقرب من مئة وتسعين سنة، بعهد الملك تاودوسيوس الثاني الصغير، إنكشفت المغارة أمام أحد الفلاحين وفيها أجساد أولئك الشهداء سالمة من الفساد وطريئة.
فإرتعب الرجل لهذا المشهد، وأسرع فأخبر أسقف المدينة، فجاء هذا مع الإكليروس وجمهور من الشعب بهيئة حافلة، وما وقع نظرهم على تلك الأجساد السليمة وقرأوا صحيفة النحاس المشار إليها، حتى تحققوا الأمر، فدُهشوا وإمتلأت قلوبهم فرحاً وأفواههم تمجيداً لله.
فحملوا تلك الذخائر إلى الكنيسة ودفنوها بإحتفال عظيم، وكانت تفيض بالنعم والمعجزات الباهرة، وكان ذلك سنة ٤٤٧.