كان هؤلاء الشهداء الثلاثة والثلاثون من مدينة ملطية في أرمينيا الصغرى.
لم يذكر لنا التاريخ سوى ثلاثة منهم وهم: يارون ونيكندرُس وهيزيكس.
ألقى القبض عليهم ليسياس والي ملطية وأخذ يتملَّقهم ليسجدوا للأصنام ويكفروا بالمسيح.
فصاحوا بصوت واحد :
"إنّ المسيح هو الإله الحقيقي خالق السماء والأرض، فكيف نكفر به؟"
فأمر الوالي بهم، فجُلدوا جلداً عنيفاً وهم صابرون.
فطرحوهم في السجن، حيث قاسوا أمرّ الأوجاع والآلام حباً لمن تألّم ومات لأجلهم.
ثمّ أخرجوهم وجلدوهم ثانية، لعلَّهم يُذعنون لأوامر الملك، فلم ينالوا منهم مأرباً، عندئذٍ أمر الوالي بضرب أعناقهم مع رفقتهم الثلاثين.
ففاز جميعهم بإكليل الشهادة سنة ٣٠٣.
صلاتهم معنا. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم أيضاً :
تذكار القدّيس ليونردوس
كان ليونردوس من أسرة فرنسيّة، من زعماء الملك كلوفيس ومن خيرة جنوده.
ترك الدنيا وتجنّد ليسوع الملك السماوي فتنسَّك في جبال لوزان الوعرة، عاكفاً على الصلاة والتأمّل وسائر أنواع التقشّف، فمنحه الله صنع العجائب، ولا سيما تخليص الأسرى والمسجونين وردّ الخطأة إلى التوبة.
وقد زاره في منسكه الملك كلوفيس وكانت الملكة قد تعسَّرت عليها الولادة، وعجز الأطباء عن شفائها، فشفاها القدّيس بصلاته، فغمره الملك بالهدايا والمال، تصدَّق بها على الفقراء، وبنى قرب صومعته ديراً للرهبان الذين تتلمذوا له.
فكان لهم خير أبٍ وأعلى مثالٍ في طريق الكمال، إلى أن نقله الله إليه نحو سنة ٥٥٨.