شرع بممارسة الفضيلة والتبشير منذ الصِّغر، فأجرى الله على يده المعجزات من شفاء المرضى وطرد الشياطين.
ولمَّا أثار داكيوس قيصر الإضطهاد على المسيحيين، خاف هذا القدّيس أن يفشل أحدٌ منهم تحت العذاب، فهبَّ بجرأة وحماسة يشدّد عزائم الضعفاء ويشجّعهم مقدِّماً لهم إحتياجاتهم.
فقبض عليه الوالي كيرينوس وأخذ يتهدَّده بالحريق إن لم يكفر بالمسيح، ويسجد للأوثان.
فأجابه القدّيس :
"خيرٌ لي أن اموت معترفاً بيسوع المسيح القاضي العادل".
فعاد الوالي يتملّقه ويلاطفه قائلاً :
"أشفق على شبابك وحافظ على مستقبلك".
– فأجاب:
"لا رغبة لي في الحياة إلاّ لكي أصل إلى كمال الحكمة الحقيقية، بإتباعي يسوع المسيح فاديَّ وربي".
عندئذٍ جاءوا بآلة التعذيب ليمدِّدوه عليها فتقدم هو إليها من تلقائه، بكل شجاعة، وظلَّ معذَّباً على تلك الآلة ثلاث ساعات لا يشكو ولا يتذمَّر حتى أدهش الحاضرين.
فأمر الوالي بطرحه في السجن إلى أن يُعدّ له عذاباً أشدَّ وأقسى.
فمزَّقوا جسده بمخالب من حديد وسمَّروا رجليه بمسامير محميّة وحطَّموا أعضاءه بالضرب وحرقوا جانبيه، وهو صابر ثابت في إيمانه.
ولدى هذا المشهد آمن الجلّاد وإسمه رسبيسيوس وجاهر بإيمانه، فقادوا الإثنين إلى هيكل المشتري فأسقطه تريفون بصلاته.
لذلك آمنت إبنة عذراء كانت هناك.
فإستشاط الوالي غيظاً، وأمر بقطع رؤوس الثلاثة فنالوا إكليل الشهادة سنة ٢٥٠.