HTML مخصص
بصوت الخوري جان بيار الخوري :
وُلد هذا القدّيس العظيم في أواخر القرن الثالث للمسيح، في مدينة قيصريّة الجديدة، من أعمال البنطوس.
فأرسله أبوه الوثني ليدرس الفقه في مدرسة بيروت التشريعية الشهيرة.
وبعد أن أنهى دروسه، جاء إلى قيصرية فلسطين، حيث تتلمذ للفيلسوف الشهير أوريجانوس.
وبعد أن درس عليه الفلسفة الإنجيليّة وشاهد ما فيه من تقوى راهنة، نبذ الوثنيَّة وآمن وزهد في العالم، ودخل في عداد الموعوظين.
وإستمرّ مواصلاً حياته هذه، منكباً على مطالعة الكتاب المقدّس ، إلى أن إنتدبه فيديموس أسقف أماسيا ليكون أسقفاً على مدينة قيصرية، وطنه.
فهرب متوغلاً في البريّة، خوفاً من حمل المسؤولية التي لم يعتقد أنه أهلٌ لها، لتواضعه العميق.
وبينما كان يصلِّي، سمع صوتاً يقول له: إِعمل بإرادة رئيسك، وأسقفك فيديموس، فإنها إرادة الله.
فقام حالاً وأتى أماسيا.
فرسمه فيديموس أسقفاً على مدينته قيصريّة.
وكان المؤمنون فيها يُعدُّون بالأصابع.
فأخذ بالصلاة إلى الله ليقوِّيه على شرح الحقائق الإيمانيّة ولا سيّما سرّ الثالوث الأقدس.
وقد إشتهر غريغوريوس بعجائبه الباهرة، حتى لُقِّب "بالعجائبي".
وكان ممتازاً بتواضعه ومحبته للقريب وعطفه على الفقراء.
وقد أقام هذا القدّيس عيداً خاصاً سنوياً للشهداء الذين سفكوا دمائهم لأجل إيمانهم.
دخل مدينة قيصريّة وفيها سبعة عشر مسيحياً وخرج منها وفيها سبعة عشر وثنياً، مستودعاً روحه الطاهرة بين يدي الله سنة ٢٧٠.
وكان أوصى أن لا يدفن جسده في قبر خاص، بل في قبور الغرباء، لأنه ، في حياته لم يكن يملك شيئاً، فلا يريد، بعد وفاته، أن يخصّص جسده بشبر من الأرض.
صلاته معنا. آميـــــــن.