"أدخلي إلى المحجوبات وأدركي الأسرارواستعدّي لتصيري مَسكِنًا بهيجًا وبهيًّا ليسوعالمانح العالم الرّحمة العُظمى"(ترنيمة دخول السيدة إلى الهيكل، صلوات الكنيسة البيزنطيَّة)
يا والدة الإله العذراءيا مُضيفة الثالوث ومعقل الألوهة"وجنّة الله الحصينة" والمستودع المكتوميا إناء "الحكمة السريّة الخفيّةالتي من قبل الدّهور"وخازنة كنوز النور.
أيتها الأم الملائكيةيا سفر المعرفة الكليّة النقاءوالعِلم الكلّي الطُّهريا فردوس الأسرار "والعين المختومة""وبئر الماء الحي" غير الماديّومَعين الكشف الذي لا ينضب
يا أم الشّمس العُلوية،والغُمامة الوضّاءة، يا جدول الضِّياءيا حكمة الحكماء وبوْح الأسراروإيحاء الأنبياء وإبداع الشعراءوقيثار المُنشدين وإلهام المتوحدينودهشة النسّاك ونور القدّيسين
"يا عُمقًا لا يُدرَك وعُلوًا لا يوصف"وسرًا لا يُدرك كنهه البشر ولا الملائكةيا من ائتُمِنَت على المكنونات والمحجوباتوأُعلِنَت لها الإلهيات واللامرئياتوأودِعت من الخفيّات"ما لم تَرَه عينٌ ولا سمعت به أذنولا خطر عن قلب بشر"
كلّ ما قيل فيك لا يكفي لتمجيدِككلّ ما أُخبِر عنك لا يفي بتعظيمك"تطويبات الأجيالتعجز عن أن تُعلِن عزَّكِ"وكلّ مديح، وإن تكلَّف الإسهابيَقصُر عن مساواة غزارة" عِلمكِ
"يا من تُعجز البُلَغاء عن النُّطق"عن علو شأنِكِ وطولِ باعِكِوعظمة اقتداركألمَحَت مكنونات الكتبعن عظيم مجدِكِ تحدَّثت إعلانات الأزمِنَةمنكِ أشرقت النبوّات، ودلّت على بتوليتكِوجميع الأجيال تُذيع تطويبك والدة الإله
أيتها الأم النقيةالحافظة أسرار الملكوتمن خشوعِكِ بالذات انبجسَت أسراربصلواتِك الطاهرةتدَّفقت نبوءات الأنبياء من جيلٍ لجيلمن "انسكاب قلبك" كُشِفَت مخبّآتمن كيانِك المؤَلَّه النوراني الفائق الضّياءأُعلِنَت مكتوماتٌ كانت دفينة في قلب الآب منذ الأزل
يا أمّ كل حكمة،يا مُفيضة إلهامات الروح"وباحِثة الأعماق" التي لا يُسبَر غورهاأيتها الجنّة الحيّة المغروسة شرق الملكوتوبستان الحياة المُسّيَّج والحصينالذي ثِماره إعلانات خفيّةلجميع الذين تخلّوا وأخلوا،وساروا في إثرِكِوآثروا الصمت وخَلَدوا الى السكينة والخفاءوشُغِفوا بحبّ الألوهة حتى المـُنتهى
يا مركبة اللاهوت وأمّ الناسوتيا شفيعة المصلين وبهجة الحُبَساءوكشف المتأملينأيتُها المـُتَأمِلة النابضة بالحكمةالمتوهِّجة بالأسرارالنورانية، المـُشِّعَّة، اللامِعة"الطالعة من القَّفر"،"المـُشرِقَة كالصبح"الجميلة بقداستها، المـَهيبة، ذات الجلال"الجميلة كالقدس والحسناء كأورشليم"الجميلة كالقمر المختارة كالشمسالمرهوبة كالنجوم"الجميلة المرهوبة التي لا عيب فيها"المرهوبة كصفوف تحت الرّايات"
أيتها القديسة المتوحِّدة أبدًا، الصامتةالساكِنة سريًّا في مناسك النُّساكالقابعة في برية الأبرار، في قَفر المجاهدين"الطالعة من مرابض الأسود،من جبال النمور" ذوي البأسالأشداد في القتال،القديسين عَبْر الأجيال
أيتها القديسة "الأرفع من السموات"يا عبير الألوهة "وأريج الشفاعة المقبول"يا "عمود البخور المـُعطَّرة بالمـُرّ واللُّبان""الحمامة الكاملة"، "الوحيدة" "المختارة"التي لا مَرَدَّ لِتوسُّلاتها:لترتفِع صلاتك إذن يا نصيرة صلاتناوليكُن سؤلُنا بشفاعتِكِ مقبولًالدى عرشِ الآب
ويا أيتها السّماء السريّةالتي أمطَرَت لنا منَّ الحِكمة الخفيّفلتهطل علينا بواسطتك"حكمة الله العُلوية" لكنيسة المسيح ابنكولجميع المصلّين والمبتهِلين،والهامات الروحووافِر مراحِم وإِنعامات الثّالوثالكلّي قدسُهُلجميع جنسناصلاةً وتطويبًا رفعناها لكِمع أجيال الذين قبلناوإلى جيلٍ فجيل الى الدهور.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدّام الرب