سمّى المسيحيون الأوائل مريم العذراء بـ : "ثيوذوكس" باليونانية وتعني : التي تلد الله, التي تضع الله وقد إتفق على ترجمتها إلى لغات العالم بـ : "أمّ الله".
جاء مجمع أفسس (٤٣١ م) لينهي بعض الجدل الذي قام حول هذه التسمية.
فقرّر أنّ المسيح هو شخص واحد في طبيعتين.
وأنّ مريم هي أم هذا الشخص الواحد ذو الطبيعة الإلهية والإنسانية، أي أنّ مريم هي أم شخص إبن الله، فهي حقاً "والدة الإله".
وقد قال القديس غريغوريوس (٣٣٠-٣٩٥) قبل المجمع بكثير :
"الإنسان إبن الله قد إتخذ لنفسه جسداً من مريم العذراء. لذلك حقٌ لمريم العذراء أن تدعى "والدة الإله " .
مع الأسف، في وقتنا الحاضر، لم نعد نندهش لهذا اللقب "أم الله"، فنحن نصلّيها مراراً وتكراراً وتخرج من فمنا دون شعور، فليس لدينا وقت للتأمل فيها والغوص في معناها وإستخراج أسرارها لتدخل في حياتنا اليومية.
ولكن مسيحيّي الكنيسة الأولى دُهشوا وتسائلوا : كيف تكون هذه المرأة البشريّة المخلوقة أم الله اللامحدود والكليّ القدرة وخالق كل شيء ؟!
ولكن القديسة مريم هي حقاً أم الله.
هكذا أوحى الله في الكتاب المقدس، وهكذا رأى الآباء القديسون ومجامع الكنيسة، وهكذا قالت مريم في ظهورها في غوادالوبي في المكسيك إلى خوان دييغو :
"أنا الدائمة البتولية، أم الله الحق".
هكذا أراد الله أن يولد ويتجسد في أحشاء مريم الطاهرة، والكلمة صار جسداً من الروح القدس ومن مريم وعاش بيننا ليحقق المخطّط الإلهيّ الخلاصيّ للبشر.