ظهرت سيّدة غوادالوبي في المكسيك قبل شروق الشمس بساعة واحدة، بتاريخ ١٢ كانون الأول/ ديسمبر ١٥٣١.
وإنطبعت صورة العذراء أدناه على رداء خوان دياغو، وهو فلاح من سكان المكسيك الأصليّين، طوّبته الكنيسة قدّيسًا في ما بعد.
وثوب العذراء مرصّع بالنّجوم، وإكتشف علماء الفلك أنّ هذه النجوم ليست مطبوعةً عشوائيًّا على رداء العذراء، بل تمثّل وضعيّة مجموعات النّجوم في الساعة التي ظهرت فيها السيّدة العذراء.
وتظهر النجوم بشكل مقلوب، كأنّ الصورة مأخوذة ليس من الأرض، بل من خلف المجرّات، من خارج الكون.
ومنذ القديم أطلق علماء الفلك إسمًا على كلّ مجموعة من النّجوم.
وعلى رداء العذراء، كما هو مُبيَّن في الرسم التّوضيحيّ أدناه، مجموعات النّجوم التالية :
١. على رأس السيّدة العذراء مجموعة "الإكليل" (كورونا بوريالِس) تأكيدًا على ملوكيّة العذراء، كما ورد في سفر الرّؤيا.
٢. على صدر العذراء، عند قلبها، مجموعة نجوم "العذراء"، تأكيدًا على بتوليّة والدة الإله.
وهي بتول في قلبها، أي في روحها وكلّ كيانها.
٣. خلف ذراع العذراء الأيسر مجموعة من أربعة نجوم تُدعى "الصليب الجنوبي" لأنه يظهر في سماء القسم الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة.
أي أنّ العذراء تحمل على ذراعها الأيسر الطفل يسوع الذي جاء يفتدينا بالصليب.
فالأمّ عادةً تحمل طفلها على ذراعها الأيسر ليسهُل عليها إطعامٌه بيدها اليمنى.
٤. فوق بطن السيّدة العذراء مجموعة نجوم إسمها "ليو" أي الأسد، في إشارة إلى يسوع "أسد يهوذا" الذي تحمله العذراء في أحشائها.
٥. تحت بطن العذراء أيضًا نجمتان هما مجموعة "جميني" أي "الجوزاء"، دلالة أنّ مريم عذراء لظهور مجموعة "العذراء" فوق قلبها، وأمّ حامل لظهور مجموعة "الأسد" فوق بطنها.
"الجوزاء" تعني أنّها أمّ وبتولٌ معًا.
٦. عند قدمي العذراء مجموعة نجوم "الثور".
وهذه المجموعة معروفة منذ العصر البرونزي في جميع الحضارات القديمة، السومرية والأكاديّة والأشورية والبابليّة والفرعونيّة والأغريقيّة والرومانيّة.
ورمز هذه المجموعة ♉ يُشبه قرني ثور.
والثّور من رموز الوثنيّة وغالبًا ما يُصوّر الشيطان برأس ثور.
والعذراء في الموضع نفسه من الصورة العجائبيّة التي رسمتها لنفسها، تقف على القمر رمز الظلمة، وفي الموضع نفسه تقف على قرني الثّور.
وفي كلا المشهدين المتطابقَين، تؤكّد أنها ساحقة رأس الحيّة (تكوين ١٥:٣).
ولا عجب فعبارة "غوادالوبي" تعني في لغة سكان المكسيك الأصليّين "ساحقة رأس الأفعى".
فهم عبدوا أيضاً الأفعى المكسوة بالريش وقدّموا لها ذبائح بشريّة بالآلاف وكان ذلك رسالة خاصة لهم.
في هذه الأعجوبة الباهرة، تلتحف مريم بالنّجوم دلالة أنّها أعظم من النجوم.
بالأكثر، فإنّ مجموعة نجوم "الثّور" هي تحت قدميها، دلالة أنّ الكون كلّه يسجد لها وأنّ المجرّات والشموس والكواكب تُعلِن مجدَها.
وهي الأكثر معرفة بتحرّكات النجوم والكواكب، وبرهان ذلك أنّها أظهرت النجوم بطريقة معجزةٍ على ردائها.
فهل يتجرّأ أن ينظر عرّاف إلى النجوم على رداء العذراء ويتكهّن؟
يقينًا إنه سيرى مريم تدوس الأبراج والمجرّات وتدوس الحيّة المتمثّلة بالقمر تحت قدميها.
لها كلّ الطوبى ولإبنها يسوع المجد. آميـــــــن.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/