لم تظهر مريم إلّا على الأطفال والبُسطاء الأنقياء القلوب من باب تواضُعها وعملًا بقولها "نَظرَ إلى تواضُع أمته".
وقال الربّ :
"طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله".
وقال :
"أشكركَ يا أبتِ ربّ السماء والأرض لأنّك أخفيتَ هذه على العظماء والحُكماء وكشفتَها للأطفال"(متى ٢٥:١١).
أمّا ظهور مريم على الكبار والعظماء فقد يزيد هؤلاء كبرياءً وإنتفاخًا.
ومَن تظهر له العذراء مَدعوّ للشهادة.
والشاهد يجب أن يكون نقيًّا ليكون ذا ثقة، وجديرًا بأن يشهد لألوهة المسيح وللأمومة الإلهيّةالتي لمريم.
فعندما شهدت الشياطين ليسوع بفم الرجُل المسكون بالأرواح الخبيثة، أسكتَها يسوع لأنه لم يُرد شهادة الشياطين (مر ٢٤:١_ ٢٥).
وللسّبب عينه أسكَتَ بولس الرّسول عرّافة فيلبيّ التي ظلّت أيّامًا تقول :
"هؤلاء الرجال عبيد الله العلي يبشرونكم بطريق الخلاص" (رسل ١٦:١٦-١٨).
مريم هي الإناء الأطهر الذي إختاره الله الآب ليتجسّد فيه إبنُه، ومَن يشهد لها ولإبنها تُريدُه أن يكون طاهرًا.
ويسوع لم يُحمِّل رسالة الخلاص إلّا لأمّه الطاهرة أولًا، ولرسله الأطهار، وأيّد رسالةَ هؤلاء بالرّوح القدس وما يؤتي من آيات وشفاءات ومعجزات.
وفي ذلك عِبرةٌ لنا.
فليمنَحنا الربّ يسوع نقاوة القلب لنكون أهلًا لأن نشهد له ولأمّه الطاهرة. آميـــــــن.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/