لماذا لم تخبر مريم العذراء يوسف البتول عما بشرها به الملاك؟
وهي، حتى، لم تقل للملاك "أنا فتاة مخطوبة، وماذا سوف يظن خطيبي؟"
وبحسب شريعة موسى، كانت عقوبة الزانية المخطوبة الموت رجماً، وكان على الشاهد الذي يشهد على زناها أن يكون أول من يرجمها.
وقد كانت مريم تعلم، وكذلك يوسف، ما تقوله الشريعة.
أي أن يوسف، لو شهر مريم، كان عليه أن يكون أول من يرجمها.
وإذا كان الروح القدس قد حل على مريم، وقدرة العلي ظللتها، وسكن إبن العلي في أحشائها، فلماذا أهملت موضوع إعلام يوسف بحدث البشارة؟
فهل شاء الله أن يتسبب ليوسف بالشك والإضطراب؟
لقد أدركت العذراء، بإلهام إلهي، أن الله، الذي أعلن لها البشارة بواسطة رئيس الملائكة، سوف يهتم بموضوع خطيبها، وتركت لله أن يقرر بشأن تلك الخطوبة، فلعل الله لا يريد لهذه الخطوبة أن تستمر، بعد أن حبلت هي بمشيئة الله من الروح القدس.
ولو أن مريم أخبرت يوسف بالأمر، فحتما كان سيصدقها، لكن الله دبر أمرا أعظم من ذلك.
فقد كان التدبير أن يعلن الله بنفسه ليوسف في الحلم حدث البشارة، فيتساوى يوسف مع مريم في أنهما، كلاهما، تلقيا خطابا من الله مباشرة.
وقد خاطب الملاك مريم وجها لوجه لأنه أراد أن يحاورها وينتظر جوابها بالموافقة على أن تكون أم المخلص، بينما خاطب يوسف في الحلم (ثلاث مرات) لأنه لم يكن على يوسف أن يحاور الملاك بل أن يتلقى منه الوحي فقط، بتعليمات مهماته، التي نفذها بحذافيرها طاعة لله.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدّام الرب