I
مَن يُطِّوِّبُ مريَم؟
جبرائيل والملائكة تُطوِّبُها
الآبُ الذي ظلَّلَها بقُدرته يُطوِّبُها
الابنُ الذي سكَنَ في أحشائها يُطوِّبُها
الروح الذي حلّ عليها يُطوِّبُها
نسيبتُها أليصابات تُطوِّبُها
وبقولِها "تُطوِّبُني جميعُ الأجيال"
طوَّبت هي نفسَها أيضًا.
II
ولا يعتقدنّ أحدٌ أنّ تطويب مريم
ابتدأ بعد بشارة الملاك
وأنّه اقتصَر علينا نحنُ أبناؤها وحَسب.
فالأنبياء وأجيال الذين قَبلَها تُطوِّبُها
ويوحنّا المعمدان والذين آمنوا بابنها يطوِّبونها
ورُسُل المسيح وتلاميذُه الأطهار يُطوِّبونها
والأجيال التي بعدها تُطوِّبُها
والأرض والسماء وجميع الخلائق
التي تُمجِّد ابنَها تُطوِّبُها أيضًا.
III
وقولهُا "تُطوِّبُني جميع الأجيال"
يعني أنّه في كلّ لحظةٍ من الزّمن
وفي كلّ بُقعةٍ من بقاع الأرض،
شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغَربًا،
هناك تطويبٌ
بكلِّ لغاتِ الأرضِ يُرفَعُ لمريم.
فكما تدور الأرض ويتوالى الليل والنّهار
والرّبيع والصيف والخريف والشتاء
كذلك، نهارًا وليلًا، وعلى مَدار الفُصول
يتوالى تطويبُ مريم.
IV
وتطويبُ مريم
لا يقتصر على حُدود الزّمان والمكان
لأنّ تطويبَ مريم أقامهُ اللهُ من قَبلِ بدء الأزمنة
عندما اختار اللهُ مريم لتكون أمّ ابنه يسوع
فتطويبُ مريم على الأرض وفي نطاق الزَّمَن
ليس سوى صدى لتطويبها الذي لا حدود له
والقائم في السماء منذُ الأزل
وعبارة "الآن"، بقولِها "ها مُنذُ الآن"
لا تعني لحظةً في الزّمن
بل تُشيرُ إلى اعتِلانِ تطويبٍ
أزليّ سرمَدي خارج الزَّمَن
نالته بكلِّ استحقاقٍ
تلك التي أُهِّلَت لأن تلِدَ المخلّصَ في الزّمَن.
V
فتطويبُنا لمريم ليس سوى نُقطةٌ صغيرة
في خضمّ ذلك التّطويب الأزليّ السرمديّ
الذي لا بدء له في الزّمَن ولا انتهاء
والذي تُشارِكُ فيه السماء والأرض
والنّجوم والمجرّات والكائناتُ جميعًا
لأنّه ليس بين البشر ولا بين نِساء الأرض
مَن هو أهلٌ لتطويبٍ كهذا
تُشارِكُ فيه الخَليقةُ جَمعاء
سوى مريم.
VI
فكيف لا نطوِّبُها نحنُ أيضًا
لا بحسب ما شاءت هي
عندما قالت "تطوِّبُني جميع الأجيال"
لأنّها حتى لو لم تَقُل "تُطوِّبُني"
فتطويبُها واجبٌ وحَقٌّ علينا،
فلنهتف نحوها نحنُ أيضًا
مع جميع الأجيال قائلين:
"الطوبى لكِ والسلام عليكِ يا مريم
"الروح القدس يحلُّ عليكِ
"وقُدرةُ العيّ تُظلِّلُكِ
"فالمولودُ منك هو قدُّرسٌ
"وابن العيّ يُدعى"
الإله الأزليّ الذي به وله خُلِقَ كلُّ شيء،
إيّاهُ نُمجِّد وإيّاكِ نُطوِّب. آمين.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدّام الرب