علّمينا المحبَّةَ يا مريم، تلك المحبَّةَ التي أحببتِ بها إلهَكِ، حتى صرتِ أهلًا لأن تكوني أمّ الخالق.
علّمينا المحبّةَ التي أحببتِ بها ابنَكِ يسوع.
حتى استحققتِ أن تُشاركيه آلامَه ومجدَه.
علّمينا المحبّة التي أحببتِ بها الثّالوث حتى أصبحتِ مُضيفَةَ الألوهة.
علّمينا المحبّة التي أحببتِ بها رُسُلَ الربّ فاستأهلتِ أن تكوني أمَّهم وشفيعتَهُم.
علّمينا المحبَّةً التي أحببتِ بها الكنيسة التي أنتِ أمُّها وحاميتُها.
علّمينا المحبّة التي أحببتِ بها جنسَناحتى صرتِ لنا موزِّعةَ النّعَموشريكةَ الفِداء وسيطةَ الخلاص.
علّمينا المحبّة يا أمَّ الخالق، يا أمَّ جميع الشعوب، ومُفيضةَ البركات على البشر أجمعين.
أنتِ المملوءةُ محبّةً نقيّةً لا حدَّ لها، ولا انتهاء.
فأُغمري العالم كلّه بشُعلةِ محبّةِ قلبكِ الطّاهر المملوءِ من النِّعَم، فيتعلّمَ العالمُ الحبّ.
إنّ محبّةَ قلبك لا انتهاء لها، وبإمكانها أن تلفَّ العالم بأسره.
لا بل، وإن كان هناك آلافُ العَوالملاستطاعت محبّةُ قلبِكِ البريء من العَيب أن تَغمُرَها جميعَها آلافَ المرّاتمحبّةً تَفوقُ الوصف، ويبقى قلبُك فيّاضًا بالمحبّة اللامُتناهية على مدى الأجيال، إلى الدُّهور. آمين.
من كتاب الأب أنطوان يوحنّا لطّوف، "لترتفع صلاتي"، ص ٣٢.