HTML مخصص
كانت والدتي إمرأة تقية تستقبل الغرباء والرحالة.
أتذكر رجل عجوز ، شيخ ذو شعر رمادي طويل ، يرتدي عباءة من الكتّان الأبيض.
كان يحمل خلف ظهره كيساً ثقيلاً مليئاً بالرمال وفي يده عصا حديدية ثقيلة لدرجة أننا نحن الأطفال لم نتمكن من رفعها.
توفي والدي ، وترك والدتي مع ستة أطفال صغار.
قرّرت والدتي فتح محل للخياطة لإطعام أطفالها.
إقترضت المال وإشترت ماكينات الخياطة وإستأجرت خياطات وعلّقت لوحة على الباب الأمامي تشير إلى قبول الطلبات.
إنتظرت الزبائن ، لكنهم لم يأتوا.
كان الشهر يقترب من نهايته ، وكان لا بدّ من دفع أجور الخياطات ، لكن لم يكن هناك مال.
أصبحت أمي يائسة.
فجأة جاء إليها الشيخ الغريب.
إستقبلته والدتي وهي تبكي من حزنها.
فقال لها :
"لا تحزني يا إبنتي.. سأقدّم لك مساعدة عظيمة ، ولن يكون هناك نقص في الطلبات.. أرسلي معي شخصاً."
أرسلت أمّي مربّية الأطفال معه ، وأحضروا أيقونة كبيرة لوالدة الإله عذراء فلاديمير من قلاية الشيخ.
أمر الشيخ بتعليق الأيقونة في محل الخياطة وإضاءة قنديل أمامها وقال لأمي : لا يجب أن يطفأ من أمامها.
عندما علّقوا الأيقونة وأضاءوا القنديل ، جمعتنا والدتي كلنا معاً.
قرأ الشيخ صلاة "البراكليسـي" للعذراء، وصلّينا معه مدّة طويلة.
صلّت الأم بالدموع.
ثم باركنا الشيخ جميعاً ، وقال لأمي ألاّ تيأس ، وغادر.
فجأة بدأت المكالمات من العملاء.
الإتصال بعد الاتصال ، تم إتخاذ إثني عشر طلباً قبل الظهر.
وفي اليوم التالي توقفوا مؤقتاً عن تلقي الطلبات ، تراكموا في يوم واحد لمدة شهر كامل.
ثم إضطرّت أمّي إلى توسيع محل الخياطة .
"أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا..
إنّي أهتِفُ إلَيكِ بِشُكرٍ قائلاً.
إِفرحي يا أُمّاً وبَتولاً معاً.
إِفرحي يا عَروسَ الله.
إِفرحي يا سِتْراً إلَهياً.
إِفرحي يا سِلاحاً وسُوراً غَيرَ مُنْثَلِم.
إِفرحي يا شَفيعَةً ومُعينَةً وخلاصاً للمُبادِرين إليكِ بإيمانٍ."
(من صلاة الباراكليسي الكبير)