خرج ثعبان صغير من ثعابين الحشائش غير الضارّة ، يبحث عن طعام بعد أن أكل وشبع ، بحث عن مكان رطب لينام فيه ، فلقد كان يوم حار ومرهق ، عندما وجد المكان الرطب ، وكان مغطى بحشائش، نام تحت شجرة ، نام الثعبان نوم عميق ، ولأن ثعبان الحشائش لونه أخضر ، فلم يستطيع أحد أن يفرّق بينه وبين الحشائش الخضراء ، من تحته فكان مطمئناً جداً ، أنه لن يزعجه أحد ، ولكن فوق الشجرة كان يعيش سنجاب ، وكان شعاعاً من ضوء الشمس يتخلّل ، خلال أوراق الشجر وينعكس على جلد الثعبان ، ويعطيه لمعان وبريق كان الضوء المنعكس من شعاع الشمس ، ليخرج من جلد الثعبان ضوء برّاق ولامع .
عندما شاهده السنجاب ، وشاهد ذلك البريق بدا السنجاب يتصرف ، ويتحدث بصوت عالي مزعج وكانت هذه هي عادته ، عندما يرى شيئاً غير عادي.
في تلك الأثناء كان هناك صياداً ، يصطاد في هذه المنطقه من الغابة ، لفت نظره السنجاب بصوته العالي ، فنظر إلى السنجاب وقال أهلاً يا صغير ، وتساءل يا ترى ماذا يرى السنجاب ، حتى يصدر هذا الصوت المزعج لهذه الدرجة ، إقترب الصيّاد من الشجرة، وشاهد شعاع الشمس الذي يتخلّل أوراقها ، وينعكس على جلد الثعبان ويصنع هذا البريق ، ضحك الصياد وقال هل هذا كل شيء ، مجرد ثعبان حشائش غير ضار ، وأيضاً لحمه ليست طيبه .
وسار الصياد وإبتعد عن المكان وهو يضحك على السنجاب.
بعد لحظات مرّ صياداً آخر ، وسمع صوت السنجاب قال ألقى نظرة على هذا الشيء ، الذي يراه السنجاب ، ويتحدث عنه وبمجرد أن شاهد ثعبان الحشائش ، قال بإمتعاض لن تشكرني زوجتي إذا أخذت لها هذا الشيء إلى طعام العشاء ، ولن أقتله ما دام لا يضر أحد ، وسار الصياد مبتعداً عن المكان ، في تلك الأثناء كان هناك ثعبان كوبرا مختبئاً في مكان قريب بين الأعشاب طويلاً ، كان مجهداً من مطاردة الصيادين ، له في ذلك الصباح ، فبالرغم من خوف الصيادين من السم الذي يقذفه الكوبرا من فمه إلا أنهم يصنعون من لحمه لحوم طيبة ، وجلده يصنعنون منه اشياء ثمينة .
وعندما راقب ثعبان الكوبرا الصيادون الذين شاهدوا ثعبان الحشائش ، ولم يقتله قال لابد أن هذا المكان مسحور ، حيث تستطيع الثعابين أن تنام فيه ولا يزعجها أحد ، ويقتلها لذلك رفع رأسه وفرد جسمه وزحف حيث ينام ثعبان الحشائش ، عندما وصل إلى غايته وأخرج لسانه ، أحدث صوتا مثل الصفير ، سمعه الثعبان الصغير فقام من نومه مذعوراِ ، فهو يعرف هذا التغيير وجرى تاركاً المكان خوفاً من ثعبان الكوبرا القاتل ، قال ثعبان الكوبرا لنفسه أنه يستطيع أن ينام وأخيراً بدون أن يزعجه أحد ، راقب السنجاب المشهد الذي حدث تحت الشجرة ، وإستمرّ في الصراخ والصوت العالي متعجباً بصوت أعلى من قبل ، لكن الكوبرا لم يزعجة الصوت، هو معتاد سماع مثل هذه الأصوات .
نام الثعبان مطمئناً في ذلك المكان ، وجاء صياد أخر إلى المكان وكان يائساً لأنه لم يصطاد شيئاً منذ الصباح الباكر ، ولمّا سمع صوت السنجاب قال ماذا أسمع؟ إنّ السنجاب لا يتصرف بتلك الطريقة ولا يصدر صوت مرتفع ، إلا إذا رأى شيئاً مشوقاً، ربما أجد بعض الطعام للعشاء إذا أنا تابعت صوته ، إقترب الصيّاد من الشجرة وشاهد ثعبان الكوبرا يغط في نوم عميق ، قتله بضربه واحده وحمله في حقيبه صيد ثم نظر للسنجاب فوق الشجرة وشكره ، راقب السنجاب كل شيء وقال بصوت مرتفع الآن إكتشفت أن المكان الآمن لمخلوق لا يكون آمن لمخلوق آخر لابد أن آخذ حذري حتى لا أقع في فخ مثل هذا.
قفز إلى فروع شجر قريبة فرحان سعيد بإكتشافه.
#خدام الرب