لم يرغب أسقف روما في أن يخذل أبناءه الممتحَنين بقوة، وواجه المخاطر كي يكون في العراق ويقوم بهذه الزيارة الأهم في حبريته.
هذا ما كتب مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي في مقال له.
لنتعرف على ما ذكر.
بدأ مدير التحرير مقاله عائدا إلى اللقاء بين الأديان في أور، وإن كان هناك لزيارة الأب الأقدس أور معنى رمزي بالنسبة للشرق الأوسط والعالم بكامله، قال السيد تورنييلي، فإن لتوجه البابا إلى الموصل وقره قوش في اليوم الثالث لزيارته الرسولية التاريخية المفعم بالأحداث، قيمة الشهادة.
وذكّر السيد تورنييلي بأن هذه المنطقة المميزة بأكبر وجود للمسيحيين قد شهدت اضطرار آلاف العائلات إلى الرحيل عن مساكنها وهجْر كل ما كان لديها وذلك أمام وحشية التطرف.
وواصل متحدثا عن كاتدرائية الحبل بلا دنس في قره قوش وما تعرضت له من دمار على يد داعش، فأشار إلى الصليب الخشبي شبه المدمَّر الذي يستقبل اليوم خليفة القديس بطرس والذي جاء ليثبِّت في الإيمان هذه الجماعة وليَثبت إيمانه أيضا بفضل شهادة هذه الجماعة.
وذكَّر مدير التحرير هتا بكلمات البابا فرنسيس في هذه الكاتدرائية: "حتى في وسط دمار الإرهاب والحرب، يمكننا أن نرى بأعين الإيمان انتصار الحياة على الموت"، كما وذكَّر بدعوة الأب الأقدس "ليس فقط لترميم المَباني، ولكن أولاً وقبل كل شيء لترميم الروابط التي توحِّد الجماعات والعائلات، الشباب والكبار في السن".
وتوقف السيد تورنييلي من جهة أخرى عند ما خلفت الحرب والإرهاب والكراهية من جراح عميقة في القلوب، إلى جانب الحطام المادي، وأمام كل هذا فإن البابا فرنسيس يشدد على أن "المغفرة ضرورية حتى نبقى في المحبة، وحتى نبقى مسيحيين".
وفي ختام مقاله انتقل مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي إلى أربيل حيث ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي في ملعب فرانسو حريري، وقال السيد تورنييلي إن العناق الفرِح للمسيحيين، والذين عانوا مع مواطنيهم الاضطهاد ولجؤوا إلى أربيل فارين من الإرهاب، هو ختم زيارةٍ نصح الجميع البابا بألا يقوم بها، إلا أن أسقف روما التي وُلدت بدم الشهداء لم يمكنه أن يخذل أبناءه هؤلاء، وواجه المخاطر ليحمل إليهم لمسته المـُحبة.
المصدر : فاتيكان نيوز