مفهوم جديد للتنمية يقوم على الإيكولوجيا المتكاملة، هذا ما شدد عليه البابا فرنسيس في رسالة إلى المشاركين في الاجتماع العالمي الخامس لمنتدى الشعوب الأصلية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إيفاد.بدأ في 2 شباط فبراير الاجتماع العالمي الخامس لمنتدى الشعوب الأصلية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إيفاد. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة تم بها افتتاح الاجتماع الذي يُعقد عبر الشبكة، وموضوعه "قيمة النظم الغذائية للسكان الأصليين: المرونة في سياق جائحة كوفيد 19". وأكد الأب الأقدس في رسالته التزامه والتزام الكنيسة إلى جانب السكان الأصليين والمنظمات العاملة من أجل التنمية والحكومات، وذلك للنشديد على أن العولمة لا يمكن أن تعني تجانسا يتجاهل الاختلافات وتفرض نوعا جديدا من الاستعمار. وفي الرسالة الموجهة إلى المشاركين في الاجتماع المتمحور حول التبعات المدمرة لوباء فيروس كورونا على الشعوب الأصلية وأنظمتها الغذائية يؤكد البابا فرنسيس تشجبعه للعاملين على تقديم المساعدات في أكثر مناطق العالم تضررا والمميَّزة في الوقت ذاته بجمال التعايش مع الطبيعة، عمل يدي الله.
هذا وكانت الإيكولوجيا المتكاملة ما جدد البابا فرنسيس الحديث عنه في الرسالة، إيكولوجيا يترابط فيها بشكل وثيق العدالة الاجتماعية وحماية البيئة. وتحدث الأب الأقدس إلى المشاركين في الاجتماع عما وصفه بتحدٍ، أي التضامن الذي لا يترك أحدا في إقصاء ولا يفرض من جهة أخرى هيمنة، تحدٍ يكمن بالأحرى في خلق بدائل انطلاقا من التضامن كي لا يشعر أحد بنفسه متجاهَلا، بدائل لا تفرض ذاتها باعتباره الوحيدة الصحيحة بل تقوم على الوعي بأن التنوع الذي يعيش ثراءا متبادلا يقود إلى إزدهار وانتعاش الشركة بين الشعوب.
وانطلاقا من تمحور الاجتماع العالمي الخامس لمنتدى الشعوب الأصلية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إيفاد، حول تبعات وباء كوفيد 19 في العالم ومن بينها تزايد صعوبة حصول السكان الأصليين على الغذاء والمياه الصالحة للشرب وتعاظم اللامساواة والتمييز، يشدد البابا فرنسيس في رسالته إلى المشاركين على أن الأسلوب الوحيد لمواجهة هذا الواقع هو بناء مجتمع أكثر عدلا ومفهوم مختلف للتنمية. وتحدث قداسته بالتالي عن تعزيز تنمية لا يكون فيها الاستهلاك الوسيلة والهدف، بل تعتني بالبيئة بشكل فعلي، تنمية تصغي وتتعلم وتثمِّن. وهذه هي الإيكولوجيا المتكاملة، واصل الأب الأقدس، التي ترتبط فيها العدالة الاجتماعية بحماية الكوكب، وأضاف أنه فقط بهذا التواضع يمكننا أن نرى هزيمة الجوع بشكل كامل ومجتمعا يقوم على قيم مستمرة ليست ثمار موضة عابرة، بل هي نتيجة العدالة والخير. وفي ختام الرسالة تمنى البابا فرنسيس للمشاركين عملا جيدا راجيا أن يكون ممتلئا بالثمار، بمحبة إزاء العالم الذي نريد بناءه جميعا معا وأن نُسلِّمه إلى من سيأتي بعدنا ككنز لا كأكوام من نفايات ودمار. وشدد قداسته على ضرورة التنبه إلى ما هو في صالح الجميع، وذلك كي نترك في العالم خطى غيرية وسخاء، لا أن نظل جرحى فراغ روحي تشلنا المرجعية الذاتية وتحزننا الفردانية.
هذا وفي حديثه عن منتدى الشعوب الأصلية أشار الصندوق الدولي للتنمية الزراعية على موقعه الإلكتروني إلى كونه منبرا حيويا للحوار الهادف، حيث ينقل ممثلو الشعوب الأصلية مخاوفهم وطلباتهم وتوصياتهم لتحسين الشراكة مع الصندوق، وبالتالي فعالية مشاركته مع الشعوب الأصلية. وأشار من جهة أخرى إلى أحداث جانبية ومهرجان للأفلام الافتراضية للشعوب الأصلية خلال أسبوع الشعوب الأصلية من 8 إلى 12 شباط فبراير. كما وتحدث الصندوق عن جوائز الشعوب الأصلية والتي تعترف بجهود وإنجازات المشاريع الإنمائية التي تشارك بنجاح مع الشعوب الأصلية التي تعيش في المناطق الريفية. وتابع أن هذه الجوائز تساعد في الترويج لأفضل الممارسات ومشاركة المعرفة وتحديد فرص تكرار النتائج وتوسيع نطاقها. وتنقسم الترشيحات للجوائز، حسب ما واصل الموقع الإلكتروني للصندوق، إلى ثلاث فئات: أفضل المشاريع المموَّلة من الصندوق أداءً، أفضل المشاريع المموَّلة من مرفق مساعدة السكان الأصليين أداءً، وأفضل المشاريع أداءً التي لا يمولها الصندوق. وسيتم الإعلان عن الفائزين، الذين تم اختيارهم من قِبل أعضاء اللجنة التوجيهية للمنتدى، في 15 شباط فبراير.
المصدر : فاتيكان نيوز
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا