"لتساعدنا العذراء مريم التي كانت تحفظ على الدوام في قلبها كلمات وتصرّفات يسوع وتبعته بجهوزية وأمانة لكي نصغي إليه نحن أيضًا ونتبعه لكي نختبر في حياتنا علامات خلاصه"
هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي من مكتبة القصر الرسولي بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يروي إنجيل اليوم يومًا نموذجيًا لخدمة يسوع، ولا سيما يوم السبت، اليوم المخصص للراحة والصلاة. في مجمع كفرناحوم، قرأ يسوع الكتاب المقدس وعلق عليه، وجذب الحاضرين بأسلوبه في الكلام؛ كانت دهشتهم عظيمة لأنه أظهر سلطة مختلفة عن سلطة الكتبة. كذلك، ظهر يسوع قوياً أيضًا في الأعمال. في الواقع انقلب عليه رجل في المجمع، واصفًا إياه على أنّه مرسل من الله؛ فتعرَّف يسوع على الروح النجس، وأمره أن يخرج من ذلك الرجل وطرده.
تابع الأب الأقدس يقول نرى هنا العنصرين المميزين لعمل يسوع: البشارة وعمل الشفاء العجائبي. يبرز هذان الجانبان في إنجيل القديس مرقس، ولكن الأبرز هو البشارة؛ فيما يتم تقديم طرد الأرواح النجسة كتأكيد على "سلطة" يسوع الفريدة وتعاليمه. هو يعظ بسلطة خاصة به، كشخص يملك عقيدة يستخلصها من ذاته، وليس مثل الكتبة الذين كانوا يكرّرون التقاليد السابقة والقوانين التي كانوا يتناقلوها. إن تعليم يسوع يملك السلطة عينها لله الذي يتكلم؛ في الواقع، وبأمر واحد، حرَّر الممسوس بسهولة من الشرير وشفاه. إنَّ كلمته تفعل ما يقوله، لأنه النبي النهائي، ولكن لماذا أقول هذا بأنّه النبي النهائي؟ لنتذكّر وعد موسى الذي قال: "سيأتي بعدي نبيًا مثلي وهو سيعلِّمكم". لقد أعلن موسى يسوع كالنبي النهائي. إن تعليم يسوع يملك السلطة عينها لله الذي يتكلم؛ في الواقع، وبأمر واحد، حرَّر الممسوس بسهولة من الشرير وشفاه. ولذلك هو لا يتحدَّث بسلطان بشري وإنما بسلطان إلهي لأنّه يملك سلطان النبي النهائي أي ابن الله الذي يخلصنا ويشفينا جميعًا.
أضاف الحبر الأعظم يقول أما الجانب الثاني، أي جانب الشفاءات، فيُظهر أن بشارة المسيح تهدف إلى هزيمة الشر الموجود في الإنسان وفي العالم. وكلمته تشير مباشرة إلى مملكة الشيطان، وتضعه في أزمة وتجعله يتراجع، وتجبره على الخروج من العالم. وبالتالي فإن ذلك الممسوس، إذ بلغه أمر الرب، تحرر وتحول إلى شخص جديد. كذلك، تنتمي بشارة يسوع إلى منطق مخالف لمنطق العالم ومنطق الشرير: إذ تظهر كلماته كانقلاب لترتيب خاطئ للأشياء. في الواقع وعند اقتراب يسوع صرخ الروح النجس الحاضر في ذلك الرجل: "ما لَنا وَلَكَ يا يَسوعُ النّاصِرِيّ؟ أَجِئتَ لِتُهلِكَنا؟" تشير هذه العبارات إلى القطيعة الكاملة بين يسوع والشيطان: إنهما على مستويين مختلفين تمامًا؛ لا يوجد بينهما أي شيء مشترك، لا بل هما عكس بعضهما البعض. يسوع الذي يملك سلطانًا هو يجذب الناس بسلطانه ولكنّه أيضًا النبي الذي يحرّر، النبي الموعود، ابن الله الذي يشفي. لنصغِ إلى كلمات يسوع التي تملك سلطانًا ولا ننسينَّ هذا الأمر أبدًا! احملوا في جيبكم أو في حقيبتكم إنجيلاً صغيرًا لكي تقرؤوه خلال النها لكي تصغوا إلى كلمة يسوع التي لها سلطان؛ ومن ثمَّ جميعنا لدينا مشاكل وجميعنا لدينا خطايا وأمراضًا روحيّة لنتوجّه إذًا إلى يسوع ولنطلب منه قائلين: "يا يسوع، أنت النبي وابن الله الذي يشفينا. إشفني!". لنطلب من يسوع إذًا الشفاء من خطايانا وشرورنا.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم التي كانت تحفظ على الدوام في قلبها كلمات وتصرّفات يسوع وتبعته بجهوزية وأمانة لكي نصغي إليه نحن أيضًا ونتبعه لكي نختبر في حياتنا علامات خلاصه.
المصدر : فاتيكان نيوز
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا