الحائزة على جائزة نوبل للسلام تتحدّث مع إعلام الفاتيكان عن زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، وعن رجائها في مستقبل سلام ونضال من أجل بقاء الشعب اليزيدي على قيد الحياة.
بشجاعتها أصبحت رمزاً لشعبها، أي للزيديين ولجميع النساء ضحايا العنف. ففي عام ٢٠١٤ تمَّ استعباد ناديا مراد من قبل رجال الدولة الإسلامية في الشام والعراق الذين أبادوا وسجنوا الآلف من اليزيديين في شمال العراق بما في ذلك العديد من أفراد عائلتها.
ضحية عنف لا يوصف، لم تسمح ناديا للشر بأن ينتصر عليها، وصوتها اليوم هو صوت حائزة على جائزة نوبل للسلام، ويتحدث ضد جميع أشكال العنف.
في شهر كانون الأول من عام ٢٠١٨ استقبلها البابا فرنسيس وقدّمت له كتاب سيرتها الذاتيّة والذي يحمل عنوان "الفتات الأخيرة"، كتاب، كما أخبر الأب الأقدس الصحافيين على متن الطائرة البابويّة التي حملته من العراق إلى روما، أثّر فيه كثيرًا. وفي هذه المقابلة مع وسائل إعلام الفاتيكان، تتحدث نادية مراد عن الثمار التي تتوقعها من زيارة البابا فرنسيس للعراق وتوجه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي للالتزام بإطلاق سراح العديد من النساء اليزيديات اللواتي ما زلن في أيدي الجهاديين.
بالإجابة على سؤال حول ما يبقى في قلب الشعب العراقي من زيارة البابا فرنسيس التاريخية هذه إلى العراق قالت ناديا مراد إنّ زيارة البابا فرنسيس الى العراق ليست تاريخية بحد ذاتها فقط ولكنّها تمّت أيضًا في مرحلة تاريخيّة للعشب العراقي بينما يتعافى من الإبادة الجماعية والاضطهاد الديني وعقود من الصراع. إنَّ زيارة البابا قد سلطت الضوء على قوة السلام والحرية الدينية. وأثبتت أن جميع العراقيين بغض النظر عن دينهم يستحقون الكرامة وحقوق الانسان؛ كذلك وجّه قداسته رسالة واضحة ومفادها أنّه على شفاء النسيج المشترك بين الأديان في المجتمع العراقي أن يبدأ بدعم العناية بالأقليات مثل اليزيديين الذين كانوا هدفاً للعنف وللتهجير.
وتابعت ناديا مراد مجيبة على سؤال حول أهمية الدعم الذي قدمه البابا لليزيديين بحديثه عن معاناتهم في خطابه الى السلطات وقالت خلال مقابلتي مع البابا فرنسيس في عام ٢٠١٨ تحدثنا بشكل عميق حول خبرة الإبادة الجماعية لليزيديين، وبشكل خاص حول العنف الذي تعرض له الأطفال والنساء. أنا سعيدة أنَّ البابا قد تأثر بقصتي وأنه قد شعر بأنه مدعو لكي يحمل هذه الرسالة الى العراق. إن دفاعه عن قضيّة اليزيديين هو مثال لجميع القادة الدينين في لمنطقة لكي ينشروا رسالة التسامح تجاه الأقليات الدينية كاليزيديين على سبيل المثال.
أضافت ناديا مراد مجيبة على سؤال حول القوة التي ساعدتها لكي تحول كل الألم الذي عانت منه إلى قوة خير جعلتها تصبح سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، وتؤسس منظمة، "مبادرة ناديا"، لمساعدة النساء ضحايا العنف وقالت لقد أظهر جميع اليزيديين قوة كبيرة في البقاء على قيد الحياة والمرونة. فالجماعة بأكملها قد تحمَّلت مأساة كبيرة. لن نكون أبدًا قادرين على النهوض وإعادة بناء حياتنا لوحدنا، لأن الجماعة تحتاج إلى الدعم والموارد. ومنظمة "مبادرة ناديا" تلتزم من أجل تعزيز الجماعة في أعادة تأسيسها من خلال تقديم دعم ملموس ومستدام.
تابعت ناديا مراد مجيبة على سؤال حول ماذا يمكن للجماعة الدولية أن تفعل في سبيل تحرير ما بقي من الأسرى لدى تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق وقالت إنَّ الواقع أن ٢٨٠٠ امرأة وطفل يزيدي لا يزالون في عداد المفقودين، في الأسر بعد ما يقارب سبع سنوات، يكشف عن عدم وجود الإرادة السياسية لحماية حقوق الإنسان الأساسية للمرأة وسلامتها. وتثبت أن العنف الجنسي والعبودية لا يُأخذان على محمل الجدِّ من قبل الجماعة الدوليّة. ولذلك يجب تشكيل فريق عمل متعدد الأطراف على الفور يكون هدف الوحيد تحديد مكان هؤلاء النساء والأطفال وإنقاذهم.
وختمت ناديا مراد حديثها مع وسائل إعلام الفاتيكان مجيبة على سؤال حول ما قد تقوله اليوم للنساء اللواتي يعانين بسبب الحرب والعنف وقالت أقول لهنَّ "إنه ليس ذنبكنَّ". إنَّ الهدف من الأنظمة العالمية الخاصة هو إخضاعنا والاستفادة من اضطهادنا والقيام بالحرب على حسابنا. وبالتالي فإنَّ البقاء على قيد الحياة والنضال لكي يتمَّ الاعتراف بأعمال الظلم هذه هو عمل مقاومة. وأريد أيضًا أن أقول: "أنتنَّ لستنَّ لوحدكنَّ". أكثر من ثلث النساء حول العالم يتعرضن للعنف الجنسي. هذا لا يعني أنّه علينا قبول هذا الأمر. هناك نساء في كل جماعة يبقين على قيد الحياة ويعارضن ويتحدثن، وعندما نتَّحد للنضال من أجل حقوقنا، يصبح التغيير أمرًا لا يمكن إيقافه.
المصدر : فاتيكان نيوز