الأوسيرفاتوريه رومانو"ما عليكم القيام به، لكي تكون الهيكليّة فاعلة، هو أن يتمكّن كل شخص من أن يتمتّع بحرية كافية لكي يعمل جيّدًا؛ وأن يكون لديه القدرة على المجازفة والإبداع بدون الذهاب لطلب الإذن من هذا ومن ذاك" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في لقائه بالموظفين العاملين في وسائل الإعلام الفاتيكانيّة.
زار قداسة البابا فرنسيس صباح الاثنين مبنى إذاعة الفاتيكان وصحيفة الأوسيرفاتوريه رومانو حيث قام بزيارة أماكن العمل والكابلة والتقى بالموظفين العاملين في وسائل الإعلام الفاتيكانيّة.
لدى وصوله توجّه الأب الاقدس إلى كابلة المبنى حيث توقّف للصلاة ورفع صلاة قال فيها علمنا يا ربّ أن نخرج من أنفسنا، وأن ننطلق في البحث عن الحقيقة.
علمنا أن نذهب ونرى، علمنا أن نصغي، وألا نعزز الأحكام المسبقة، وألا نستخلص استنتاجات متسرعة.
علمنا أن نذهب إلى حيث لا يريد أحد أن يذهب، وأن نأخذ الوقت الكافي لنفهم، وأن نولي الاهتمام للجوهري، وألا نسمح للفائض بأن يلهينا، وأن نميِّز المظهر المخادع عن الحقيقة.
امنحنا النعمة لكي نتعرّف على مساكنك في العالم والصدق لنخبر بما رأيناه. آمين
بعدها توجّه الأب الأقدس إلى استوديوهات الإذاعة حيث كان له كلمة عفويّة في لقاء مباشر عبر إثير إذاعة الفاتيكان قال فيها أشكركم على عملكم وعلى ما تقومون به، ولكن لديّ هاجس واحد فقط - هناك العديد من الأسباب التي تدعو للقلق بشأن إذاعة الفاتيكان ولصحيفة الأوسيرفاتوريه رومانو - ولكن هناك سبب بالتحديد يلمس قلبي كثيرًا: كم هو عدد الذين يستمعون إلى الإذاعة، وكم عدد الذين يقرؤون صحيفة الأوسيرفاتوريه رومانو؟ لماذا، لأنَّ عملنا هو البلوغ إلى الناس، وأن ما تقومون به هنا هو جميل ورائع، ومتعب، ولكن هل يصل إلى الناس، سواء من خلال الترجمات أو الموجات القصيرة؟ إنَّ السؤال الذي يجب أن تطرحوه على أنفسكم هو: "كم هو عدد الأشخاص الذين يصل إليهم عملنا؟ "، لأن هناك خطر - لجميع المنظمات - خطر وجود منظمة جيدة، ووظيفة جيدة، لكنها لا تصل إلى حيث يجب أن تصل... إنّها نوعًا قصّة ولادة الفأر، الجبل الذي يلد الفأر ... إسألوا أنفسكم يوميًّا هذا السؤال: كم هو عدد الأشخاص الذين نصل إليهم؟ كم هو عدد الأشخاص الذين وصلت إليهم رسالة يسوع من خلال صحيفة الأوسيرفاتوريه؟ إنّه أمر مهم جدًا!
بعدها توجّه الاب الاقدس إلى قاعة ماركوني حيث التقى بالموظفين العاملين في وسائل الإعلام الفاتيكانيّة وبعد أن حياهم قال شكرا جزيلاً على عملكم. أنا سعيد، لرؤيتكم جميعًا معًا هنا؛ لقد رأيت هذا المبنى الحسن التنظيم، وأحببته؛ هو يُظهر وحدة العمل... لكنَّ المشكلة تكمن في أن يعمل جيّدًا هذا النظام الكبير والمعقد. تأتي إلى ذهني عادة في الأرجنتين، عندما كان يتمُّ تعيين شخص ما في منصب مهم، كان أول ما يفعله هو الذهاب إلى شركة Nordiska، وهي شركة تهتمُّ بتنظيم وفرش أماكن العمل، ودون النظر إلى مكتبه، كان يُرسل في طلب كل شيء جديد، ليكون كل شيء مثالي وجميل.
لكنَّ القرار الأول الذي كان يتَّخذه ذلك الوزير، أو ذلك الموظّف لم يكن ناجحًا.
ما يهمُّ في هذه الأماكن هو أن يكون كل هذا الجمال، وكل هذه المنظمة فاعلاً وعاملاً بشكل جيّد، أي أن يسير ويمضي قدمًا.
إن العدو الأكبر للأداء الجيد هو الوظيفية: على سبيل المثال، أنا رئيس قسم، أو أنا أمين سرِّ ذلك القسم: ولكن لدي سبعة نواب لأمانة السرِّ يعملون لديّ فإذا واجه أحدهم مشكلة ما يذهب إلى واحد منهم فيقول له: "إنتظر قليلاً وسأُجيبك"، فيتصل بأمينِ السرّ وبالتالي نواب أمانة السرِّ السبعة هؤلاء ليس لهم فائدة لأنّهم غير قادرين على اتخاذ القرارات أو تيسير الأمور: الوظيفية هي سلاح قاتل.
تخدِّر المؤسسة وتقتلها ولذلك تنبّهوا من الانزلاق فيها... لا يهم عدد الأماكن الموجودة، أو إذا كان هذا المكتب جميلاً أم لا... من المهم أن يعمل جيّدًا، وأن يكون فعّالاً وليس ضحية للوظيفية.
تنبّهوا جيّدًا لهذا الأمر. وعندما يكون هناك شيء فعّالا فهو يساعد على الإبداع، وعلى عملكم أن يكون مبدعًا على الدوام؛ وعندها يمكننا القول أنَّ الأمور تعمل جيّدًا.
ولكن إذا كان العمل منظّم جدًّا، ينتهي به الأمر في النهاية في قفص وهذا الأمر لا يساعد. هذا هو الشيء الوحيد الذي ولدى رؤية منظمة جميلة جدًا، وحسنة الأداء، أن يقول الجميع معًا: تنبّهوا! لا للوظيفية.
نعم لأن يسير العمل بشكل جيّد، ولكن ما عليكم القيام به، ولكي تكون الهيكليّة فاعلة، هو أن يتمكّن كل شخص من أن يتمتّع بحرية كافية لكي يعمل جيّدًا؛ وأن يكون لديه القدرة على المجازفة والإبداع بدون الذهاب لطلب الإذن من هذا ومن ذاك: هذا الأمر يشل.
نعم للفعاليّة لا للوظيفية. هل فهمتم ذلك؟ تشجّعوا إذًا وسيروا قدمًا. شكرًا لكم.