ان لم يقاسِ الآن قلب يسوع كلوماً وجراحات جديدة فأنه يقاسي إهانات غريبة منذ رسم سر محبته العجيب.
آه، ترى كم من الأهانات الشنيعة والاحتقارات الفظيعة إحتملها هذا القلب الإلهي منذ قرون كثيرة وسوف يحتملها إلى منتهى الأجيال من المؤمنين وغير المؤمنين، ومع هذا كله فقد شاء يسوع ان تحل فينا كلمة الله ويدخل بيننا نحن البشر، ويستمر ضمن قلوبنا، ولازدياد غرامه بنا فاه بكلمات تذهل العقول فقال: “ان نعيمي مع بني البشر”.
آه ياسيدي ترى كيف يسلك معك هؤلاء البشر الناكرون والجميل انك تنتتظرهم ليلا ونهارآ في مقدسك وتدعوهم إليك فتمضي الليالي والايام والاسابيع بتمامها وهم لا يمتثلون امامك، بل إذا زارك بعضهم مدة قصيرة من الزمان كانت زيارتهم على سبيل العادة او على عيون الناس.
اي نعم انهم يحضرون امامك واما قلبهم لعمري قد نأى وابتعد عنك انت لا تزال مفتكر فيهم تحت السر العجيب وكل يوم تقدم نفسك إلى الاب الازلي ضحيه عنه وتظهر له جروحك لأحلهم.
انا هم فاذا يحضرون امامك لا يؤدون السجود اللائق بل إلى عزتك الالهيه بل يجلسن بدون احترام واحتشام وبهيئة يستحي منها بل يخجل منها الخطأة انفسهم أولئك الذين ينكرون وجودك في القربان المقدس.
اظهر الرب للقديسة مرغريتا مريم كم تؤثر في قلبه الإلهي تلك الأفعال المنحرفة وكم يغتم من عدم التفات البشر اليه فقال لها:
“اني ذبت شوقآ إلى ان يكرمني االبشر ويحبوني العجيب ولكني لا ارى احدآ حسب رغبتي فيروي غليلي ويكافؤني ولو بعض المكافأة”. آمــــــــــــين.