إنّ من يحب يسوع عليه ان يكمل رغبته ويعمل بوصيته خاصة تلك التي ابداها لتلاميذه قبل صعوده عندما قال لهم : " اذهبوا الى العالم كله , واعلنوا البشارة الى الناس اجمعين".
( مرقس ١٦/١٦ ).
فاعلان البشارة واجب على كل مسيحي نال نعمة الروح القدس فاشترك بالمسؤولية مع الخدمة الرعوية التي اناطها المسيح بكنيسته.
وتتم البشارة ليس بالضرورة عن طريق الدعوة , بل بالمثال الصالح , والكلمة الحسنة , لكي تتحقق كلمة المعلم القائل : " .... فليضيء نوركم للناس , ليروا اعمالكم الصالحة , فيمجدوا اباكم الذي في السموات .... ".
( متى ٥ / ١٦ ).
إنّ لمحبي القلب الأقدس مناسبات كثيرة لا تحصى لاعلان البشارة : اولا من خلال شهادة حياتهم المسيحية المثالية , واعمالهم التي يؤدونها بروح فائق الطبيعة التي لها قدرة على اجتذاب الناس الى الايمان والى محبة المسيح.
فلنجدد العزم في هذا الشهر المبارك ولنعد قلب يسوع الاقدس بأن نكون خير مبشرين بمحبته من خلال حياتنا واعمالنا ومثالنا الصالح.
الرب يسوع مُعلّق على الصليب وينادي لأبيهِ السماوي الـقـُدُّوس :
"يا ابت ِ اغفر لهم لانهم لا يدرون ماذا يفعلون".
إنَ هذه الصرخة تذكرنا اولا بحب يسوع وسعة صدره , فهو يعرف ضعفنا , واننا لسنا ملائكة , وعندما نقترف الخطايا فلعلنا لا نعلم ما نفعل , ولذا فبحبه العظيم يغفر لنا , فكيف لا نمتنع والحالة هذه من اهانة ذلك الذي يبحث عن اعذار لزلاتنا ؟ وكيف نشك في غفرانه ان عدنا اليه تائبين ؟.
هذه الصرخة هي درس في المحبة للجميع دون تمييز , حتى للاعداء.
فلقد علّم يسوع في حياته محبة الاعداء ( متى ٥/ ٤٤ ) وها هو يعلن عن ذلك بينما يلفظ انفاسه الاخيرة.
انه قمة الغفران والحب.
وهذه الصرخة اخيرا هي دعوة لنا لاكتشاف اعماق حب يسوع والاقتداء به فلنفعل. آمــــــــــــين.