عظيم هو الله وقدوس , وهو الحكمة والعدالة بالذات , وقد شاء ان يقترب من خليقته لا من خلال عظمته او عدالته , ولا عن طريق قداسته , بل فضل ابسط الطرق واقربها الى عقل الانسان ومشاعره الا وهي طرق المحبة لانها تنبع من القلب وتمتد الى القلب , فقال : " دعوتكم أحبائي "، ( يوحنا ١٥ / ١٥ ) فاللقاء الذي يتمناه كل انسان هو لقاء المحبة , لانه لقاء شخصي فهو اقوى واعمق بعكس اللقاءات الاخرى التي غالبا ما تكون سطحية او مفروضة من المصالح او من الواجب.
فان كان المسيح يدعونا أحبائه فانه يحبنا فعلا وقد جاء الى العالم بدافع المحبة ويريد ان تنتشر محبته بين كل البشر , وبكلمة اوضح فان المحبة هي غاية تجسده وهي بالتالي نظام ملكوته , ومحبته تصدر عن قلبه دون انقطاع ولا توقف وتبقى تحت تصرف المحبين بلا حساب.
فهل يا ترى نقدَّرهذا الحب الذي ابداه يسوع نحونا ؟ ام ان الانانية جردتنا من المشاعر فاصبحنا ننظر إلى محبة يسوع وكأنها سراب بعيد المنال …!
كم نحن بحاجة إلى الانوار لنستوعب جمال الرب يسوع فلنطلبها منه بتواضع.
إنّ القلب عموما فى الإستخدام البشرى هو رمز للعواطف والـمشاعر كأن نقول مثلاً "ذو قلب كبير" على الإنسان الذى يصنع رحمة أو يغفر لـمن يُغضبه، أو "ذو قلب حامي" على الإنسان الذى له غيرة ظاهرة للعمل. آمــــــــــــين.