في ختام شهر قلب يسوع الأقدس نتوجّه إلى كُلِّ إنسان ،إنّ يسوع هو وحده يُظهر وجه الآب للعالم، وإنّه هو والآب في جوهر واحد.
فمن عرف الإبن عرف الآب، كما قال الرّب يومًا لفيليبّس الرّسول:
"من رآني رأى الآب" ( يوحنا ١٤ / ٩ ).
إنّ حياتنا سعي دائم إلى معرفة المسيح معرفة حقيقيّة معمّقة، لكي نعيش في نور الحقيقة الّتي كشفها للعالم.
فعندما نعرف المسيح، نعرف الله، ونعرف معنى الإنسان، المخلوق على صورة الله، بل يعرف كل واحد وواحدة منّا معنى حياته.
من هذه المعرفة ننطلق لنقوم برسالتنا الجوهريّة الّتي أوكلها إلينا المسيح الرّب بحكم دعوتنا الكهنوتيّة.
وهي أن نعلّم النّاس سرّ المسيح عبر البِشارة بإنجيله وتعليم الكنيسة، لكي يبلغوا جميعهم إلى معرفة الله والحقيقة وينالوا الخلاص.
ووجّه الرّب يسوع الدّعوة إلى تلاميذه، ومن خلالهم إلى كلّ إنسان وإلى جميع الّذين يعانون روحيًا أو ماديًا أو معنويًا، وسمّاهم "بالتّعبين والثّقيلي الأحمال"، للمجيء إليه، فيجدوا راحتهم في مدرسته، مدرسة الوداعة والتّواضع.
وقد استعمل صورة النّير المستعملة في الكتاب المقدّس للدلالة على العلاقة بين الخادم وسيّده، وبين التلميذ ومعلّمه.
وهي تعبير عن الخضوع والطّاعة لإرادة الله الّذي لا يبتغي سوى خير الإنسان وسعادته وخلاصه.
إن أساس علاقتنا بالله إنّما هو "الوداعة وتواضع القلب".
وهما بالتّالي أساس علاقاتنا الاجتماعيّة في العائلة والكنيسة والمُجتمع.
إذاً بالصّلاة نَكشف الحقيقة.
نحن كرعاة في الكنيسة نرفع كلّ يوم باسم شعبنا صلاة الحمد لله على جميع نعمه، ونعمل جاهدين على تعليمهم حقيقة الله والإنسان والتّاريخ، وندعوهم إلى ينابيع الرّاحة من تعبهم وقلقهم في شخص المسيح وكلامه، وفي ما توفّر لهم الكنيسة، بتنوّع مؤسّساتها، من أساليب خدمة وراحة، باسم المسيح. آمــــــــــــين.