انتشرت هذه العبادة في الشرق المسيحي الكاثوليكي في القرن الثامن عشر.
وقد كتب البابا بيوس التاسع ( ١٨٤٦ - ١٨٧٨ ) إلى مسيحي الشرق وذلك في يوم ٨ تشرين الأول لعام ١٨٦٤ : "ونخص المؤمنين الشرقيين أن يلوذوا في كل حاجاتهم بالرب يسوع المسيح الذي فدانا بدمه ويعبدوا التعبد الصادق لقلبه المملوء عذوبة وحلاوة ويطلبوا من هذا القلب الذي ضحّى نفسه لأجلنا كذبيحة الحب ومحرقة الوداد كي يجذب قلوب البشر إليه ويقيدها بمحبته فتنال كلها من ديم فضله الطافح وتثمر أثمار النعمة والخلاص".
وتتأصل هذه العبادة لقلب يسوع الأقدس.
وهذا الإكرام الخاص، فهو بسبب أن محبّة المخلّص تظهر فيها بأجلي بيان.
وقلب يسوع يُعبد لا بحدة، ولا بمعزل عن الألوهة، بل على أنّه قلب شخص الكلمة، ولأنّه متحد به اتّحادًا لا ينفصم، ولعبادة قلب يسوع نفسه، على أنّه عنصر جوهريّ من طبيعة المسيح الإنسانيّة المتّحدة أقنوميًّا بالكلمة، وليس القلب بمعناه الرمزي فقط فهو الكلمة المتجسد، الإله – الإنسان يسوع المسيح، وهو كمال الأقنوم الإلهيّ غير المتناهيّ.
السبب الذي لأجله يُعبد القلب، من بين سائر عناصر ناسوت المسيح، هذه العبادة الخاصّة، هو أن القلب أكمل رمز لمحبّة المسيح الفاديه للبشر.
وهذا ما نصلّيه في طلبة قلب يسوع: «يا قلب يسوع المضطرم حبًّا».
كما وتصورات العامة ترى القلب مركز الاهواء وال سيما المحبة ولما كانت المحبة سبب الفداء ( يوحنا ٣ / ١٦ ) ؛ ( ١ يوحنا ٤ / ٩-١٠ ) خص قلب المخلص الذي يعتبر رمز المحبة بالإكرام والمحبة فقلب يسوع من حيث هو رمز محبته الفاديه هو موضوع جدير بعبادة الكنيسة الرسمية ولما كانت محبة يسوع الفاديه تظهر بنوع خاص في آلامه وموته كما وفي سرّ الإفخارستيا كان لعبادة آلام المسيح ولعبادة الإفخارستيا صلات وثيقة بعبادة قلب يسوع الأقدس، آمــــــــــــين.