لقد كشف الربّ يسوع سر حبه المتقد في قلبه للقديسة الراهبة مارغريت ماري، عندما ظهر لها سنة ١٦٧٣ بفرنسا، وهي تصلي أمام القربان الأقدس.
ظهر بجراحاته الخمسة مشعة بمجد القيامة، كأنها مجموعة شموس.
وسلمها رسالة مثلثة: نشر العبادة لقلبه الأقدس، والمناولة التعويضية عن إساءات البشر لقلبه القدوس في كل أول جمعة من الشهر، والشهادة لمحبته بالأفعال والمبادرات.
عندما طعن أحد الجنود قلب يسوع بحربة، وهو ميت على صليب الفداء، جرى منه ينبوع النعم المتمثلة بالماء والدم، وهي رمز للمعمودية التي منها نولد ثانية أبناء وبنات لله، وللقربان الذي به نغتذي حياة إلهية كدواء لعدم الموت.
العبادة لقلب يسوع الأقدس هي إقرار بحبه الذي بلغ ذروته بآلامه وموته على الصليب فداء عن خطايا البشر أجمعين.
إن جرح قلبه عميق لكي يحتوي قلوب جميع الناس.
وهو جرح مفتوح دائما ليرى الجميع من خلاله حبا يشملهم جميعا ولا يستثني أحدا ، أيا يكن لونه وعرقه ومعتقده.
هذا الجرح أثمر الخلاص للعالم كله، فبات الألم والمحبة متلازمين ، على ما يؤكد بولس الرسول بسؤاله : "من يفصلني عن محبة المسيح ؟ أشدة أم ضيق ، أم اضطهاد أم جوع أم عري ، أم خطر أم سيف؟ ... لا شيء يفصلنا عن محبة الله لنا في ربنا يسوع المسيح" (روما ٨ / ٣٥ - ٣٩ ).
فكما أن آلام وموت المسيح أثمرت الخلاص للعالم، بفضل جرح محبته العظمى، هكذا كل عذاب وألم في الإنسان يمكن أن يصير وسيلة خلاص، ويقود إلى الحياة".
"إن العبادة لقلب يسوع هي مدرسة الفضائل الإلهية: الإيمان والرجاء والمحبة؛ والفضائل الإنسانية: القوة والعدالة والفطنة والإعتدال التي تنظم أعمالنا بعقل واع وإرادة حرة؛ والفضائل الأخلاقية: أعمال الخير والصلاح التي تنمو فينا بالتربية وحس الضمير، صوت الله الداعي إلى فعل الخير وتجنب الشر؛ والفضائل التي هي من مواهب الروح القدس السبع: الحكمة والفهم والعلم والمشورة والثبات والتقوى ومخافة الله ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ١٨٣٣ - ١٨٤٥ ).