لتكن مشيئتك! لأنَّ مشيئة الله هي أن نكون قدِّيسين!
قال لي الخادم الأمين :
تربَّيتُ في بيت مُحافظ جدًّا، كان والِدَيَّ أبوَين مؤمِنَين مُلتزمين ولكنَّني في صِغري إعتبرتهما أبَوَين قاسيَين، كانا يمنعاننا من مشاهدة التلفزيون في أيَّام الأسبوع كي لا نهمل دروسنا، وكُنَّا ننام باكراً جدًّا ونستيقظ فجراً حتَّى لا نتأخَّر لأنَّ المدرسة كانت بعيدة نِسبيًّا عن البيت، كانت أمِّي نادراً ما تسمح لنا أن نأكل السكاكر والحلويات لأنَّها مُضرَّة بالصحَّة بحسب رأيها، وكانت لا تسمح لنا بالمشروبات الغازيَّة فكُنَّا نشرب منها في السرّ...
وكان أبي يُجبِرنا كُلَّ يومٍ أن نركع أمام الأيقونة، فيقرأ لنا نصًّا من الإنجيل ثُمَّ نُصلِّي المسبحة قبل أن ننام.
لم أفهم سلوكهما إلَّا عندما تزوَّجتُ وصرتُ أنا نفسي أباً لثلاثة أولاد، فهمتُ حينها لماذا حرصوا على تربيَتي بهذا الشكل الَّذي جعلني إنساناً مُنَظَّماً مسؤولاً، إنساناً مؤمناً وصالحاً !
فهمتُ أنَّ ما إعتبرته حينها قساوةهو أسلوب الحبّ حتَّى ولو كان مُبالغاً فيه في بعض الظروف والأحيان!