صادف وأنا أتصفَّح أحد مواقع التواصل الإجتماعي، أن رأيتُ صورة تأثَّرتُ بها للغاية :
صورة لخزانة مكتظَّة بالملابس المتنوِّعة من بنطالونات وقمصان وكرافاتات وجاكيتات، وفي أسفل الخزانة مكدسة الأحذية وعلب الأحذية على أنواعها، أكثر من مئة حذاء!
والخزانة على ثقل ما تحتويه تكاد تقع أرضاً بحملها!
صاحب هذه الخزانة تُوفِّيَ منذ فترة وعلى الأرجح أنَّه لم يرتدي كلَّ ما تحويه خزانته من الثياب والأحذية، لقد ترك كلّ شيء وغادر إلى حيث لا حاجة له لكلّ هذه الأمور الماديَّة...
قلتُ في نفسي، ربَّما هذا الإنسان كان مطمئنًّا لأنَّه يمتلك الكثير، و ربّما مات فجأة على غفلة منه تاركاً وراءه خيرات كثيرة... كحال ذاك الغنيّ الَّذي أغلَّت أرضه فقال له الربّ :
"يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله"!
وهذه هي حالنا جميعاً نحن الَّذين نهتمّ وننشغل بالأمور الفانية مهملين الإنشغال بالأهمّ :
توبتنا وخلاصنا الأبديّ !
يا رب إرحمنا !
/جيزل فرح طربيه/