يحتقرون الآخرين الذين يتكبرون يقعون بسهولة في إدانة بل احتقار الآخرين.
واجه المسيح مجموعة من المتكبرين يسلكون في الحياة الروحية بتدقيق ولكنهم يشعرون ببرهم الذاتي، فأعطاهم مثلًا يعلمهم من خلاله أهمية الاتضاع.
يُظهر المثل أن الكل بشر في نظر الله أيا كان مركزهم، ولكن التقييم يكون بحسب حياتهم الروحية واتضاعهم.
كان غرض الإثنين هو الصلاة، وهذا غرض مقدس، ولكن الأهم هو كيفية الصلاة.
أحدهما كان من فئة الفريسيين المتمسكين بالشريعة ولكن يشعرون بتميزهم وبرهم عن الآخرين، أما العشار فكان سلوكه في الحياة شرير مرتبط بمحبة المال والقسوة على الآخرين، ولكن الجزء الحسن هو أنه أراد أن يصلى وتكون له علاقة مع الله.
مثل باقي الناس يضع نفسه في مرتبه عالية وباقي الناس في مرتبه حقيرة لأجل شرورهم.
بدأ الفريسي صلاته بالشكر، وهو أمر جميل، ولكن ظهر من شكره أنه يشعر بأفضليته، بل إدانته لعموم الناس الساقطين في الخطايا مثل السرقة والظلم والزنا، بل أكثر من هذا أدان بالتحديد إنسانًا مثله، وهو العشار الذي دخل ليصلى معه.
أكمل الفريسي صلاته منتفخًا ببره الذاتي في إتمام الوصايا مثل الصوم وتقديم العشور.
أما الشخص الآخر وهو العشار فشعر بخطاياه الكثيرة، وأنه غير مستحق للصلاة والوجود في بيت الله، لذا وقف من بعيد ينظر إلى الهيكل بخشوع واتضاع، بل قرع صدره معلنا ندمه وتوبته على كل خطاياه السابقة، طالبًا باتضاع رحمة الله وغفرانه معترفًا بخطاياه بقوله أنا الخاطئ.
يرمز الفريسي للأمة اليهودية المتكبرة بمعرفتها عن الله وشرائعه، أما العشار فيرمز للأمم الخطاة الآتين باتضاع للمسيح فينالون الخلاص دون المتكبرين من اليهود.
أقول لكم
تأكيد لأهمية الكلام التالي.
هذا العشار.
ذاك الفريسي.
جاء رد السماء بغفران خطايا العشار المتضع وتبريره من كل خطية، أما الفريسي المتكبر فرفضت صلاته بل صارت دينونة له وتثبيتًا لخطاياه على رأسه.
ثم يعلق المسيح إلهنا على المثل بأن من يرفع نفسه ويتكبر يرفضه الله وينزله إلى الجحيم، أما من يتضع في توبة وانسحاق يكرمه الله ويرفعه ليتمتع معه في الملكوت السماوي.
† أنظر إلى خطاياك وضعفك فتتضع أمام الله، ويدفعك هذا لعلاقة قوية معه تعوض فيها ما فاتك، بل وتنظر إلى فضائل المحيطين بك لتقتدي بهم.
/خادم كلمة الربّ/