يذكر متى ولوقا مع مرقس أن مريم المجدلية كانت من أول النساء اللواتى ذهبن للقبر، سواء كانت مع مريم الأخرى (مت ٢٨: ١)، أو مع أخريات كما ذكر لوقا (لو ٢٤: ١٠)، وذكر يوحنا أنها كانت وحدها في إحدى المرات (يو ٢٠: ١، ٢، ١١-١٧).
والمعنى أنها كانت القاسم المشترك في أكثر من زيارة.
وكان الدافع المحرك لها هو الحب العميق لشخص الرب يسوع، ولهذا استحقت أن تراه مع مريم ثم مرة أخرى منفردة، وذهبت لإبلاغ التلاميذ الذين، بسبب حزنهم وشدة تأثرهم، لم يصدقوا.
والذي لم يذكره مرقس، هو أن بطرس ويوحنا ذهبا مسرعيْن لتحرّى الأمر (يو ٢٠: ٤-١٠).
"سبعة شياطين": ذكر ذلك أيضًا القديس لوقا (لو ٨: ٢) دون تفصيل.
ولكن مايهمنا هنا، هو أن الله قادر على أن يهزم كل قوى الشر في الإنسان مهما بلغت (سبعة من أرقام الكمال)، بشرط أن يتضع الإنسان ويترك الله يعمل... آمين.
ظهور آخر يذكره القديس مرقس هنا، وهو ظهوره لاثنين من تلاميذه (السبعين رسولا).
وإن ذكره مرقس مختصرا، فقد رواه لوقا بالتفصيل، وعُرفا بتلميذى عمواس (لو ٢٤: ١٣-٣٥)، ويذكر أنهما التلميذان اللذان عندما أخبرا الأحد عشر لم يصدقوهما، بل شكوا في روايتهما.
† هنا، عندما عرف تلميذا عمواس المسيح، رجعا ليخبرا التلاميذ... فماذا نفعل نحن وقد عرفنا أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد ونراه في زياراته المتكررة لنا... هل نتمسك به، وندعو الناس للالتقاء به في كنيسته والتمتع بمذاق جسده الأقدس؟!
"أخيرا، ظهر": كلمة "أخيرا" هنا لا تعني آخر زيارة أو ظهور للمسيح بين تلاميذه، ولكنها تعني بعد الظهورين الأخيرين اللذين ذكرهما (لمريم وتلميذى عمواس)، فقد ظهر للأحد عشر وهم جلوس مجتمعون، وعاتبهم بشدة على عدم تصديقهم لما سمعوه من الآخرين عن خبر قيامته.
اهتم القديس مرقس بإبراز جوهر رسالة المسيح للتلاميذ وهو يختم إنجيله، ولهذا لم يذكر إن كان هذا الظهور بأورشليم أم بالجليل.
/خادم كلمة الربّ/